في القدس نتنياهو راضٍ، وفي بيروت نصر الله مبسوط
تاريخ المقال
المصدر
يديعوت أحرونوت
–
الموقع الإلكتروني
- لم يكن صدفة انتهاء هجوم حزب الله في الأمس من دون إصابات. الكليشيه المألوف" بمعجزة لم تقع إصابات في صفوفنا" لا ينطبق على ما جرى في يوم أمس. لم تقع إصابات في الجيش لأن قادته ومقاتليه، من رئيس الأركان مروراً بقائد المنطقة الشمالية، وقادة الفرق ـ قدّروا بصورة صحيحة ماذا سيفعل نصر الله وعناصره، واستعدوا جيداً، وردّوا بصورة صحيحة.
- هم يستحقون التهنئة على ذلك، لكن كان هناك عاملان وراء عدم تحقيق حزب الله هدفه، أي التسبب بخسائر في الأرواح في صفوفنا. الأول، هو التفوق الاستخباراتي للجيش الإسرائيلي. والثاني، ما يجب الإشارة إليه هو الانضباط العملاني الاستثنائي الذي أظهره الجنود والقادة، كما ساهمت مساهمة كبيرة الاستعدادات الناجعة والخطوات الحذرة التي انتهجها الجيش، والتي أثمرت النتائج المنتظرة.
- أشير إلى ذلك لأنه في الماضي، وليس منذ زمن طويل، وقعت أحداث مع إصابات في مناطق قتال متعددة تدخّل فيها الجيش، نجمت عن خلل في الانضباط العملاني. هذه المرة الانضباط العملاني كان محكماً وعلى صلة دقيقة بالمعلومات الاستخباراتية، مثل تقديرات سبل التحرك لدى نصر الله، وأيضاً بعض الحيل الصغيرة التي يمكن بواسطتها تقرير النتائج في ساحة القتال.
- مع ذلك، لا يمكن عدم تقدير الطريقة التي أدار فيها نصر الله الأحداث منذ حادثة الطائرتين المسيّرتين ليل الأحد الماضي في بيروت وحتى الآن. لقد عمل ضمن شبكة ضغوط غير سهلة، ضغطت عليه، من جهة كي يتحرك، ومن جهة أُخرى عدم التسبب بتصعيد. لقد وافق نصر الله على عملية تقيدت بمعايير وضعها لنفسه ولعناصره. بالنسبة إليه هو نجح، على الرغم من أنه لم يحقق بصورة كاملة الهدف الذي وضعه - إيقاع قتلى أو جرحى في صفوف القوات الإسرائيلية نتيجة إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.
- مع ذلك هناك ملاحظتان تحذيريتان. الأولى، من المحتمل ألّا يكتفي حزب الله بحادثة واحدة، وأن يرسل عناصره للقيام بعملية انتقام لإيقاع ضحايا إسرائيليين. بصورة عامة، بعد نجاح لدينا ميل إلى الدخول في جو من النشوة. وهذا إنساني، لكن من المهم في الأيام المقبلة أن يواصل المدنيون في مستوطنات الحدود، وأيضاً الجيش، المحافظة على جهوزية حذرة وحالة تأهب لاحتمال أن يحاول نصر الله تحسين النتائج.
- الملاحظة الثانية، هي أن يحاول قاسم سليماني الذي وعد بالانتقام لإحباط عملية المسيّرات التي خطط لها من سورية، تنفيذ عملية انتقامية من جانبه. هناك انطباع واضح بأن سليماني أراد أن يقوم نصر الله بالعمل بدلاً منه. ربما سيكتفي بما حققه نصر الله، لكنه يمكن أن يريد كعادته سفك دماء، وأن يحاول تحقيق ذلك.
- هناك أيضاً وجهة نظر تدخل حادثة الأمس في إطارها ويجب أن نشير إليها: إطلاق صواريخ مضادة للدبابات هو حادثة تكتيكية محلية انتهت بصورة جيدة من وجهة النظر الإسرائيلية، لكن الحادثة الكبيرة في الحقيقة هي مشروع تحويل الصواريخ والقذائف إلى صواريخ دقيقة، والتي يحاول الإيرانيون وحزب الله الدفع بها قدماً بقوة، وبجهد كبير، ومن دون خوف في هذه الأيام بالذات.
- كعادته، يكذب نصر الله على الشعب اللبناني وأيضاً على العالم، عندما قال في الأمس أنه لا وجود لمثل هذا المشروع، وإن لديه ما يكفي من الصواريخ الدقيقة. هاتان الحقيقتان هما كذب، وسيجري إثبات ذلك في مستقبل غير بعيد. لذلك، فإن دولة إسرائيل – والحكومة التي ستنشأ بعد الانتخابات – ستضطران إلى مواجهة هذا التهديد الأخطر على دولة إسرائيل، باستثناء الوضع الذي سنواجهه اذا حصلت إيران على سلاح نووي.
- تأمل دولة إسرائيل بأن يدفع الضغط الدولي والداخلي في لبنان نصر الله والإيرانيين إلى وقف مشروع تحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وتجميده، وإلّا ستضطر إسرائيل إلى أن تفعل ذلك. في الأسابيع الأخيرة أوضح رئيس الأركان كوخافي ورئيس الحكومة أن إسرائيل لن تتردد في القيام بذلك في الأراضي اللبنانية عند الحاجة: سواء أحبّ نصر الله وسليماني ذلك أم لم يحبا.