حزب الله يعلن استهداف آلية عسكرية إسرائيلية ومقتل وإصابة من فيها والجيش الإسرائيلي ونتنياهو ينفيان ذلك
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأكد أن على حزب الله أن يمتنع من أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته.

وأضاف هذا المسؤول في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام الليلة الماضية، أن واشنطن تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوتر على طول منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان، وأشار إلى أن هذا التوتر يشكل مثالاً آخر على الدور الذي يقوم به الوكلاء الإيرانيون في تقويض السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وجاء موقف واشنطن هذا بعد أن أعلن حزب الله بعد ظهر أمس (الأحد) أنه استهدف آلية عسكرية إسرائيلية وتسبّب بمقتل وإصابة من فيها، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن حزب الله تمكن من تنفيذ العملية التي خطط لها، لكنه فشل في تحقيق الغاية التي كان يتطلع إليها وهي قتل جنود إسرائيليين. وأوضح أن العملية تمثلت في إطلاق 2- 3 صواريخ مضادة للدبابات في اتجاه جيب تابع للجيش وموقع "أفيفيم" العسكري من دون وقوع إصابات.

وأشار رئيس الحكومة نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام لدى افتتاح المكتب الدبلوماسي لهندوراس في القدس أمس، إلى آخر التطورات في منطقة الحدود الشمالية مع لبنان بشكل مقتضب، ونفى أن تكون وقعت إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تعرضت لهجوم بعدة صواريخ مضادة للدبابات، وأنها ردت بإطلاق نحو 100 قذيفة براً وجواً بوسائل متعددة، وأكد أنها جاهزة لأي سيناريو. كما أشار إلى أن الخطوات المستقبلية بشأن الوضع على الحدود اللبنانية ستتقرّر بناء على تطورات الموقف.

وأجرى رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي جلسة خاصة لتقويم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش، وأوعز بمواصلة الحفاظ على حالة الجهوزية وتحسينها. 

وبناء على تعليمات قيادة الجبهة الإسرائيلية الداخلية تم فتح الملاجئ في التجمعات السكنية التي تبعد نحو 4 كيلومترات عن الحدود اللبنانية لفترة تزيد عن 4 ساعات.

وقالت مصادر إسرائيلية مسؤولة إن الجيش الإسرائيلي قام بعملية تمويه وخداع بعد إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات شملت أيضاً نقل جنود جرحى الى مستشفى "رمبام" في حيفا.

وأفيد أنه بعد أن أصاب الصاروخ العربة المدرعة التي تُستخدم كسيارة إسعاف لدى الجيش، قام الجيش الإسرائيلي باستدعاء مروحية الى المكان وتوثيق جنديين مضمدين تم إخلاؤهما على نقالتين. ونشر المستشفى بياناً عن استيعابه جنديين. وبعد ساعة نشر الناطق العسكري بياناً يؤكد فيه عدم وجود مصابين بين قوات الجيش، وفي إثر ذلك نشر المستشفى بياناً ذكر فيه أنه أجريت فحوصات للجنديين اللذين نُقلا إلى المستشفى بالمروحية وتم تسريحهما بعد أن تبين أنهما لا يعانيان جرّاء أي إصابة.

وقالت هذه المصادر إن عملية التمويه هذه أعدت مسبقاً لتزويد حزب الله بصورة عن الوضع تجعله يشعر بأنه تمكن من القيام بالرد الذي يريده.

وأمر رئيس تحالف "أزرق أبيض" زعيم المعارضة عضو الكنيست بني غانتس الليلة الماضية بتجميد الحملة الانتخابية الخاصة بالتحالف في إثر حادث إطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وكتب غانتس في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه في مواجهة كل من يحاول المساس بسكان إسرائيل أو سيادتها لا توجد معارضة أو ائتلاف.

في المقابل أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون طالباً تدخل الولايات المتحدة وفرنسا والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.

وقال الناطق بلسان قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان [اليونيفيل] إن قائد القوات تواصل مع جميع الأطراف ودعاها إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وكان التوتر بين إسرائيل وحزب الله بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام الحزب والسلطات اللبنانية إسرائيل بشن هجوم بواسطة طائرتين مسيّرتين في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال حزب الله إنهما كانتا محملتين بمواد متفجرة، وأشار إلى أن إحداهما سقطت بسبب عطل فني والثانية انفجرت من دون أن يحدد هدف الهجوم. ووقع الهجوم بعد وقت قصير من قيام إسرائيل بشن غارات استهدفت منزلاً لمقاتلين من حزب الله بالقرب من دمشق، والذي أسفر عن مقتل اثنين منهم.

وتوعد حزب الله بالرد على الهجومين الإسرائيليين، وقال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إن الموضوع بالنسبة إلى الحزب ليس رد اعتبار، إنما يرتبط بتثبيت معادلات وقواعد الاشتباك ومنطق الحماية للبلد.