الصداقة مع ترامب أو كفاح ضد النووي الإيراني؟ سيضطر نتنياهو لاتخاذ قرار حاسم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • بينما يتصاعد الوضع الأمني على الحدود الشمالية، تصاعدت حرارة إسرائيل السياسية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انعكاسات سياسية صعبة. القنبلة السياسية حدثت في بياريتس، المنتجع في جنوب فرنسا الذي عُقدت فيه قمة الدول الصناعية السبع. على هامش القمة جرى إعلان وجود معقولية كبيرة للقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني.
  • المفاجأة كانت كبيرة. ليس فقط بالنسبة إلى إسرائيل بل أيضاً إلى الولايات المتحدة والدول الغربية العظمى. الأخبار من بياريتس كانت أكثر من جيدة بالنسبة إلى الدول الغربية، وخصوصاً الدول العظمى التي تؤيد الاتفاق النووي. مسار المصالحة بين الولايات المتحدة وطهران هو بشرى مشجعة مزدوجة: خطوة صغيرة، لكن مهمة لإنهاء التوتر مع الأميركيين بكل ما له علاقة بالسياسة في مواجهة الإيرانيين، ومؤشر مهم إلى مفاوضات قد تثمر تغيير هي معنية به في الاتفاق الذي وقّعته.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، التي تستخدم آلة عسكرية ناجعة ضد حزب الله، ولا تتخوف من احتكاك جارح بإيران، فكرة اللقاء بين ترامب وروحاني هي كابوس. لكن رئيس الحكومة نتنياهو ساكت. لم نسمع منه رداً على التقارير الآتية من فرنسا. كوزير للدفاع في خدمته الجيش الإسرائيلي وكل أذرع الاستخبارات، وبصفته من يقود النضال الإعلامي ضد إيران، ومن نجح حتى الآن بصورة كبيرة في تصوير إيران كدولة رافضة تشكل خطراً على السلام في العالم، فإن نتنياهو يقف وحيداً في الجبهة السياسية. ليس لديه شركاء ولا مستشارين. هو منعزل.
  • مشكلة رئيس الحكومة التي تعوقه عن العمل في الساحة السياسية كما يفعل في الساحة العسكرية، هي صداقته مع ترامب. صداقة؟ عذراً. هذه رفقة مقيّدة ومتملّقة. لقد كان من السهل على نتنياهو أن يتشاجر مع الرئيس السابق باراك أوباما، لكن أن يعبّر عن شيء يمكن أن يفسر استياء أو تعبيراً عن عدم ارتياح إزاء ترامب؟ الله يستر.
  • الصمت تحول لدى نتنياهو إلى سلاح أيضاً في جبهات أُخرى. رئيس الحكومة صمت عن إعلان ترامب أن " اليهود الذين ينتخبون الحزب الديمقراطي هم جهال، أو لا ولاء لهم". التصريح الذي صدم زعماء المنظمات اليهودية المركزية في الولايات المتحدة واعتبروه معادياً للسامية. لقد كان لدى نتنياهو الفرصة للتخفيف قليلاً من صورته كمتملق لترامب، والتعبير عن مصلحته في التخفيف قليلاً من الضرر الناجم عن تدخل السياسة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. لكن نتنياهو تجاهل الفرصة. فبدلاً من أن يطلب من الرئيس ألّا يتهم يهود أميركا بعدم الولاء. فضّل أن يصمت. المهم هو عدم المس بصداقته مع ترامب.
  • ليس هذا كل شيء: لقد زعزع نتنياهو أساس التأييد التقليدي في السياسة الأميركية لإسرائيل لدى الرأي العام في الولايات المتحدة. وصفٌ دقيق للضرر الذي حدث للعلاقات قدّمه أهرون ديفيد ميلر، وهو خبير قديم بالشرق الأوسط، عمل سابقاً كمستشار لدى رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين. ففي مقابلة أجرتها معه "النيويورك تايمز" شرح ميلر أن  العلاقات بين الدولتين هي"ملتقى قيم ومصالح مشتركة". ورأى ميلر أن موافقة نتنياهو على طلب ترامب عدم السماح لعضوتي الكونغرس الديمقراطيتين بالدخول إلى إسرائيل "ولّدت تساؤلات بشأن القيم المشتركة بين الدولتين".
  • حتى إذا لم يجرِ الاجتماع بين الرئيس الأميركي والرئيس الإيراني، وحتى لو استمرت العقوبات ضد طهران، فقد جرى في المنتجع الفرنسي وضع الأساس للدفع قدماً بمبادرة مصالحة بين الدولتين. الرئيس ترامب مدفوع بنية حسنة إلى مسار سيؤدي، على ما يبدو، إلى تفاهمات مباشرة بين واشنطن وطهران. الأمر الذي يعني في مرحلة معينة  أن الاصطدام  بين النضال الإعلامي الهجومي الذي يقوده نتنياهو ضد إيران وبين صداقته مع ترامب سيكون أمراً لا مفر منه.

 

 ملاحظة: تحتجب "مختارات من الصحف العبرية" عن الصدور يوم الاثنين 2 أيلول/سبتمبر 2019 لمناسبة رأس السنة الهجرية.