الجيش الإسرائيلي يكشف عن مشروع مشترك لإيران وحزب الله يهدف إلى إنتاج صواريخ موجهة دقيقة في الأراضي اللبنانية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

كشف الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عنه أمس (الخميس) عن هويات 4 مسؤولين من إيران وحزب الله قال إنهم منخرطون في مشروع مشترك لإنتاج صواريخ موجهة دقيقة في الأراضي اللبنانية، وأشار إلى أن إيران كثفت في الأسابيع الأخيرة جهودها الرامية إلى إقامة منشآت قادرة على إنتاج صواريخ كهذه.

وقال البيان إن قائد المشروع هو الجنرال محمد حسين زاده حجازي أحد قادة الحرس الثوري الإيراني ويعمل تحت قيادة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني.

وأكد البيان أن الجيش قرّر أن يتخذ مثل هذه الخطوة غير المألوفة في نشر معلومات بشأن العناصر الناشطة في مشروع إنتاج الصواريخ من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات ترمي إلى وقف المشروع، وشدّد على أن إيران تعرّض اللبنانيين للخطر من خلال محاولتها إنتاج صواريخ دقيقة موجهة في الأراضي اللبنانية مستخدمة الشعب اللبناني كدروع بشرية.

ووفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي بدأت إيران بمحاولة نقل صواريخ دقيقة متطورة إلى حزب الله في لبنان عبر سورية في سنتي 2013 و2014، لكن غارات جوية نُسبت إلى إسرائيل حالت دون توفير عدد كبير من هذه الصواريخ للحزب. وتعتقد شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] أن إيران وحزب الله قررا سنة 2016 تغيير الاتجاه وتحويل الصواريخ البسيطة التي يمتلكها الحزب إلى صواريخ دقيقة موجهة في مصانع داخل لبنان، لكنهما لم يتمكنا من اكتساب هذه القدرة حتى الآن على الرغم من قيامهما باستثمار كثير من المال والوقت والموارد. وأكد البيان أن حزب الله يمتلك عدة صواريخ دقيقة موجهة، لكن لا توجد بحيازته كميات كبيرة منها.

وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن الكولونيل مجيد نواب من الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن الجوانب التقنية من هذا المشروع. كما أشار إلى أن الجنرال علي أسرار نوروزي من الحرس الثوري الإيراني يدير اللوجستيات المعقدة لنقل الآلات اللازمة لتصنيع مثل هذه الصواريخ الدقيقة الموجهة من إيران إلى لبنان عبر سورية. ويقود هذا المشروع المشترك القيادي في حزب الله فؤاد شكر الذي يعمل كمستشار مقرب للأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، وهو مطلوب في الولايات المتحدة لدوره في تفجير ثكنات قوات المارينز الأميركية في بيروت سنة 1983. وبالإضافة إلى أسماء هؤلاء المسؤولين الأربعة نشر الجيش الإسرائيلي صورهم أيضاً.

وادّعى بيان الجيش الإسرائيلي أن إيران استخدمت 3 طرق رئيسية من الأرض والجو والبحر لنقل المعدات التقنية اللازمة لتحويل الصواريخ البسيطة إلى صواريخ دقيقة وتصنيع الصواريخ المحلية البعيدة المدى من إيران إلى لبنان. كما يشتبه بأنه تم نقل معدات أُخرى إلى لبنان جواً عن طريق استخدام طائرات مدنية وصلت إلى مطار الحريري الدولي في بيروت، وتم إرسال بعض الآلات إلى لبنان عن طريق السفن عبر ميناء بيروت الدولي. وأقام حزب الله منشآت متعددة تشارك في مشروع الصواريخ الدقيقة في عدة مناطق من لبنان بما في ذلك في بيروت.

وقال البيان إن إسرائيل حاولت استخدام الأساليب الدبلوماسية لعرقلة الجهود المشتركة بين إيران وحزب الله، وأشار إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كشف خلال خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الفائت عن مواقع 3 منشآت صواريخ دقيقة داخل بيروت. ومنذ ذلك الوقت قدمت إسرائيل معلومات بشأن المشروع إلى لبنان عبر الأمم المتحدة ومجموعة كبيرة من الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل ولبنان، لكن من دون جدوى.

وأضاف البيان أنه في ضوء عدم قيام الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراءات في هذا الشأن ترى إسرائيل أنها جعلت نفسها متواطئة مع المساعي الإيرانية، لكنه في الوقت عينه أكد أنه في هذه المرحلة لا تعتبر إسرائيل الجيش اللبناني عدواً نشطاً كما ترى في حزب الله.

وتعقيباً على كشف مشروع إيران وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة موجهة، حذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كلاً من لبنان وحزب الله و"فيلق القدس" الإيراني داعياً إلى ضرورة أن يتوخوا الحذر في أقوالهم وأفعالهم، وأكد أن الهدف من نشر تفصيلات بشأن هذا المشروع هو نقل رسالة إلى أعداء إسرائيل فحواها أنها لن تسمح لهم بالتزود بمثل هذا النوع من الأسلحة.

وقال نتنياهو: "لن نجلس مكتوفي اليدين ولن نسمح لأعدائنا بالتزود بأسلحة فتاكة لاستخدامها ضدنا. لقد سبق أن قلت لأعدائنا بأن يكونوا حذرين في أفعالهم والآن أقول لهم: دير بالك"، مستخدماً العبارة العربية.

وجاء الكشف عن هذا المشروع بعد أن شهد التوتر بين إسرائيل وحزب الله هذا الأسبوع تصعيداً كبيراً في إثر قيام إسرائيل ليلة السبت- الأحد الفائتة بشن غارات جوية على موقع إيراني في سورية أسفرت عن مقتل عنصرين من حزب الله ونشرت إسرائيل اسمي القتيلين وقالت إنهما لبنانيا الجنسية وانخرطا في مخطط "فيلق القدس" لاستخدام طائرات مسيّرة مفخخة ضدها، وذلك في إثر تحطم طائرتين مسيّرتين في الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، صباح يوم الأحد الفائت في هجوم وُصف أنه استهدف منشآت لإنتاج صواريخ دقيقة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه قرّر إلغاء الإجازات في بعض الوحدات القتالية المرابطة في الجبهتين اللبنانية والسورية.

وحذر مجلس الأمن الدولي من احتمال أن يؤدي التصعيد في منطقة الحدود مع لبنان إلى مواجهة عسكرية. وجاء هذا التحذير خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الليلة الماضية وتقرر في ختامها تمديد مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة [اليونيفيل] سنة أُخرى.