على خلفية مؤشرات لاجتماع بين ترامب وروحاني، نتنياهو يصعّد ضد إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • المفاوضات المباشرة التي قد تبدأ بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني، تعكس منعطفاً استراتيجياً في الوضع الإقليمي. يبدو أن اللقاء لم يكن من ضمن خطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أقنع ترامب بإعلان الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في أيار/مايو السنة الماضية. في أوساط نتنياهو أملوا بأن تؤدي هذه الخطوة إلى فرض عقوبات قاسية تؤدي مجدداً إلى تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني (كما جرى فعلاً)، ولاحقاً ربما إلى انهيار النظام، أو خضوع طهران لطلبات الغرب القاسية بشأن اتفاق نووي جديد.
  • في هذه الأثناء، هذه الآمال لم تتحقق. يبدو أن ترامب معني بإجراء حوار مع روحاني، وفي إسرائيل يشككون في قدرة الإدارة - وبصورة خاصة الرئيس - على إجراء مفاوضات متواصلة ومعقدة من موقع قوة مع ملوك المساومة الإيرانيين. لقد اتضح تردُّد ترامب في خوض مواجهة عسكرية على الرغم من الاستفزازات في الخليج الفارسي، عندما قرر عدم الرد على إسقاط الطائرة الأميركية من دون طيار الغالية الثمن في سماء إيران في حزيران/يونيو الماضي.
  • لكن يبدو أن لدى الرئيس اعتباراً أكثر عمقاً. إسرائيليون التقوا بترامب في السنوات الأخيرة شعروا بالهاجس الصعب الذي يتملكه حيال الرئيس السابق باراك أوباما. ترامب لا يرغب فقط في أن يحظى باهتمام عالمي إذا عقد اجتماعاً مغطى إعلامياً مع روحاني، بل يغار من جائزة السلام التي حصل عليها أوباما (وفي الحقيقة من دون أن يفعل شيئاً من أجلها) بعد وقت قصير من انتخابه رئيساً. ترامب يريد أيضاً الحصول على جائزة نوبل - والطريق إلى ذلك تمر بروحاني. بالإضافة إلى الاجتماعات الودية التي أجراها رئيس الولايات المتحدة مع حاكم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
  • في هذه الأثناء يطرح الإيرانيون شروطاً من الصعب تحقيقها. فقد طالب روحاني صباح الثلاثاء برفع العقوبات عن بلده كشرط مسبق للاجتماع مع ترامب. لكن يبدو أن توقعات ماكرون الإيجابية بشأن الاجتماع تستند على الأقل إلى تفاهمات أولية سبق التوصل إليها من وراء الكواليس. السيناريو المحتمل في هذه المرحلة هو أن يلتقي ترامب بروحاني، وينتهج حياله التوجه الإيجابي الذي أظهره حيال كيم. ثمة شك في أن الولايات المتحدة ستنتزع بهذه الطريقة من إيران اتفاقاً نووياً مقيداً وصارماً، كما يتوقع نتنياهو.
  • من المعقول أكثر الافتراض أنه إذا نجحت الاتصالات، من المحتمل أن تكتفي الإدارة الأميركية بتعديلات طفيفة للاتفاق الأصلي، وعندئذ سيقدمه ترامب كإنجاز تاريخي. محنة نتنياهو أنه ليس قادراً على الاختلاف علناً مع ترامب، كما فعل مع أوباما من خلال خطابه أمام الكونغرس في 2015. العلاقات الوثيقة بالرئيس الحالي، وشخصية ترامب، لا يسمحان بذلك.
  • الإغراء في مثل هذه الحالة يمكن أن يكون خلق فوضى في شتى أنحاء الشرق الأوسط، من خلال استمرار الاحتكاك بالإيرانيين والتنظيمات التي تعمل تحت رعايتهم. وهذا يمكن أن يتحول إلى مسار خطر جداً. نأمل بألاّ تسلكه إسرائيل.