الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في بيروت الذي وقع في بداية الأسبوع استهدف أداة مهمة في مشروع إقامة مصنع لإنتاج صواريخ دقيقة بعيدة المدى في لبنان. هذه الأداة هي خلاط (planetary mixer) من إنتاج إيران، يزن نحو 8 أطنان ويُستخدم لخلط المواد الحساسة التي تُستخدم في عملية إنتاج الوقود الصلب، كان مخبئاً في داخل صندق كبير لا يثير الشبهات في باحة مبنى في بيروت قبل انتقاله إلى مصنع لإنتاج الصواريخ الدقيقة موجود على الأرجح في مكان آخر. واستخدام هذه الأداة سيسمح لحزب الله البدء بعملية إنتاج منتظمة لكميات غير محدودة من الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى التي كانت ستغير بصورة كبيرة التهديد لإسرائيل.
كما دمر الهجوم معدات إلكترونية للرقابة والتحكم خاصة وغالية الثمن تسمح بالرقابة والتحكم في مسار الصاروخ وتجعله أكثر دقة وقدرة على التملص من الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، وهذ المعدات متوفرة لدى عدد قليل من الدول فقط. تدمير هذه الأدوات لن يسمح لحزب الله بإقامة خط إنتاج للصواريخ الدقيقة، ويحرمه الحصول على قدرة استراتيجية مهمة، اعتمد نصر الله عليها في تهديداته بالرد على أي هجوم إسرائيلي.
في إسرائيل يأملون بأن يؤدي الكشف عن هذه المعلومات عن مشاريع حزب الله إلى الضغط على الحكومة اللبنانية، وأن يُظهر لها التأثيرات المدمرة لأي رد محتمل من حزب الله ضد إسرائيل.
وذكر تقرير نشرته "هآرتس" (28/8/2019) أن إسرائيل رفضت الاعتراف بمسؤوليتها عن ارسال المسيّرتين أو تفجيرهما في بيروت، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أقر بالمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في دمشق قبل وقت قصير من الهجوم الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية في بيروت. مع ذلك بالاستناد إلى مصادر استخباراتية تحدثت معها صحيفة "التايمز" اللندنية فإن الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لم يكن موجهاً ضد مركز إعلامي للحزب، بل ضد المكان الذي كان فيه الخلاط والأدوات الإلكترونية الدقيقة المُعدة لتوجيه الصواريخ الدقيقة.
وفي الأمس تطرق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي ألقاه يوم الأحد قائلاً: "سمعت كلام نصر الله، وأنصحه بأن يهداً." وتابع: "بينما نحن نبني المستقبل هناك من يحاول تهديد الحاضر. يدرك نصر الله أن دولة إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها جيداً والرد على الأعداء. أنصحه وأنصح قاسم سليماني بأن يكونا حذريْن في كلامهما، وأكثر حذراً في أفعالهما".