الترانسفير كان دائماً موضع إجماع وطني في إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
يديعوت أحرونوت
–
الموقع الإلكتروني
- قبل بضعة أعوام، وبعد الكشف عن "خطة الحسم" التي قدمها نائب رئيس الكنيست بتسلئيل سموتريتش، تأرجح التعامل مع هذا الكلام بين الدهشة والصدمة. مع ذلك، ليس في كل يوم من أيام القرن الحادي العشرين، يحاولون تأسيس فتوى سياسية على الرسائل الثلاث التي أرسلها يهوشواع بن نون إلى سكان البلد لدى دخوله إليها: من يريد أن يقبل (بالمكانة الدنيا التي ستُمنح له) فليقبل؛ من يرغب في الرحيل (هجرة طوعية، ظاهرياً) فليرحل؛ ومن يريد أن يقاتل- فليقاتل. بالنسبة إلى الخيار الثالث، عندما سُئل سموتريتش إن كان ينوي قتل عائلات ونساء وأطفال قال: " في الحرب كما في الحرب".
- لكن إلى أي حد فعلاً تبعد السياسة الإسرائيلية المؤسساتية عن الظاهرة القومية الدينية لأحد زعماء حزب يميني؟ يمكن فحص هذا الكلام من خلال التفكير، مثلاً، في مصير مليوني سجين في قطاع غزة.
- العبارة الهاذية العنيفة "من يريد أن يذهب فليذهب" تصدرت العناوين الأولى هذا الأسبوع، بعد نقلها عن مصدر سياسي رفيع المستوى تحدث مع الصحافيين خلال زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى أوكرانيا. "المصدر"- الجميع يعرف أن المقصود هو رئيس الحكومة- قال إن إسرائيل مستعدة بسخاء، للسماح بهجرة سكان غزة، فقط إذا كان هناك بلد مستعد لاستيعابهم. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إن إسرائيل مستعدة لتمويل ذلك، بما في ذلك تنظيم انتقالهم إلى المطار، ومن هناك يمكنهم السفر والاختفاء عن أنظارنا.
- المقصود هو رئيس الحكومة الذي قيل إنه عقد مجموعة جلسات للمجلس الوزراي المصغر للبحث في هذا الموضوع. ليس هو فقط، أيضاً المرشحة لوراثة نتنياهو، وزيرة العدل حتى وقت قريب أييليت شاكيد، تؤيد ذلك. في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت أن "هذا يُسمى تشجيع على الهجرة".
- يشجع هذا على فهم المنطق الكامن وراء السياسة الإسرائيلية للاحتفاظ بمليوني شخص في منطقة مكتظة ومحاصرة، من دون حرية تنقل، ومع بضع ساعات كهرباء يومياً، ومستويات بطالة عالية جداً، ومياه ملوثة.
- وماذا بشأن الخيار الثالث- في الحرب كما في الحرب؟ في هذا السياق هناك إجماع إسرائيلي يشمل على الأقل الحزبين الكبيرين في الكنيست، مع زعامتهما الحكيمة والمعتدلة. قبل شهر قال نتنياهو: "نحن نستعد لخوض معركة- عملية عسكرية واسعة النطاق توجه ضربة إلى ‹حماس› والجهاد الإسلامي، ضربة عسكرية لم يعرفوا مثلها حتى اليوم." وحتى رئيس الأركان السابق لنتنياهو، زعيم أزرق أبيض عضو الكنيست بني غانتس وعد مؤخراً بأنه "في المرة المقبلة إذا حدث شيء ما – سنتأكد من أنها ستكون الجولة الأخيرة".
- في الجولة ما قبل الأخيرة، وعندما تعرضت غزة لضربة عسكرية من إسرائيل خلال صيف 2014 كانت النتيجة مقتل أكثر من 500 طفل فلسطيني، هل تتذكرون؟ في الحرب كما في الحرب، هذا ما يقوله نتنياهو وغانتس وليس سموتريتش.
- كان يمكن تصنيف تصريحات الأيام الأخيرة تحت بند التصعيد الكلامي لحاجات دعائية انتخابية. لكن تبرز هنا ذكرى تاريخية غير مريحة تؤكد على أن لا شيء جديداً. وكما تكشف محاضر النقاشات الوزارية في أرشيف الدولة، في سنة 1967 طلب موشيه دايان "تشجيع" الفلسطينيين على الهجرة، وأعرب ليفي أشكول عن أمله "بانتقال العرب من القطاع: الذي وصفه بـ"المعتقل". لم يتطرق أشكول إلى أن إسرائيل سبق أن "نقلت عرباً" وملأت قطاع غزة بالفلسطينيين الذين حولتهم إلى لاجئين، لكنه أضاف "من المحتمل إذا لم نقدم لهم مياهاً بكميات كافية، لن يكون لديهم خيار".
- الخيارات الثلاثة المقترحة للفلسطينيين: قبول كونهم رعايا من دون وضع ومن دون حقوق، خاضعين لسيطرتنا؛ أو الاضطرار إلى مغادرة وطنهم؛ أو الخضوع بالقوة العسكرية. سموتريتش لم يخترع شيئاً. هو ببساطة ينسخ عن دايان وأشكول وغانتس ونتنياهو، ويقدم كل الاقتراحات السخية التي قدمتها إسرائيل إلى الفلسطينيين" خضوع، لجوء، أو موت.
- لكن هناك خيار رابع لن يكون تحقيقه سهلاً، لكن مبادئه واضحة: إعطاء حقوق الإنسان كاملة ومساواة بين جميع الناس الذي يعيشون بين نهر الأردن والبحر المتوسط.