حرب قبل كل شيء
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • هكذا يبدو البديل [لنتنياهو]: بالقرب من حدود غزة عند الظهر يقف أربعة رجال في منتصف العمر، متعجرفون، يطلقون تهديدات متغطرسة وتصريحات عنيفة جوفاء. من الجيد أنهم لم يطلقوا طائرة ورقية حارقة باللونين الأزرق والأبيض في اتجاه القطاع، كما فعل قبل بضعة أشهر ناشط يميني مروبص.
  • "في المرة القادمة التي يحدث فيها شيء، نؤكد لكم أن الجولة ستكون الجولة الأخيرة" يقرأ المرشح لرئاسة الحكومة بني غانتس من الصفحة الجديدة للرسائل. عدنا إلى "ضربة واحدة وانتهينا". ويضيف: "سنعمل على سحق المنطقة كلها بالنار، وسنتحرك برياً كما نريد وحيثما نريد ونأخذ الوقت الذي نريده"، في الماضي كان مصطلح "وعد انتخابي" يتطرق إلى أوهام منفصلة عن الواقع تعِد الناخبين بحدوث تحسن مفاجىء في نوعية الحياة. اليوم يعدونهم بحرب جيدة.
  • يذكّرنا هذا بالفصل الأول للمسرحية التي لا تُنسى، والتي كتبها حانوخ ليفين (1943 - 1999) بعنوان"أنت، أناـ والحرب المقبلة" [مسرحية انتقادية ساخرة ظهرت بعد حرب 1967] نرى فيها لواء لم يعُد جنوده من القتال بعد، يعلن أمام قاعة واسعة خالية: "خلال 11 دقيقة نجحنا في تدمير وتفجير وسحق وتفتيت أعدائنا والقضاء عليهم ". بعد مرور 51 عاماً لم يتغير شيء.
  • بين ثلاثة منهم، رؤساء أركان سابقون في الجيش، لذلك هم يرتدون الزي الموحد للجنرالات السابقين: قميص بولو أسود وبنطلون أسود. الرابع كان عريفاً في "معسكر"، لكنه، لاحقاً، اشتهر كمقدم برامج، لذلك يرتدي قميصاً أزرق ويعلن أن زعماء "حماس" "لن يحصلوا خلال حكمهم على حقائب مع دولارات، بل سيحصلون على صاروخ موجّه إلى منازلهم". يبدو أن هذا يأتي ضمن السباق على الأصوات الانتخابية مع أفيغدور ليبرمان الذي منح في الماضي إسماعيل هنية 48 ساعة قبل أن يفصل رأسه عن كتفيه.
  • قولوا لي، هناك هل جننتم في أزرق أبيض؟ هل أصابتكم ضربة شمس؟ هل معركتكم الانتخابية هي الدعوة إلى حرب قبل أي شيء آخر؟ لقد كنتم كلكم في قيادة  اتخاذ القرارات في فترة "إدارة النزاع" و"جولات قتال". لا نتذكر أنكم  كنتم شركاء لاتخاذ قرار بـ"حسم" مهما كان. أنتم تعرفون أنه لا يوجد شيء كهذا، [كلامكم] شيك من دون رصيد .
  • في جميع الأحوال الضرر كان حقيقياً ومباشراً لأن المقصود هو تبني الخطاب والخط الذي يميز اليمين الشعبوي والاستيطاني، بالإضافة إلى الثرثرة التي ظهرت: "نحن يمين أمني ويسار سياسي". لا يمكن الحديث عن يسار سياسي من دون اقتراح خطة سياسية. ولا وجود ليمين أمني. جميع الانتصارات في معارك إسرائيل حققتها حكومات اليسار. حكومات اليمين قامت بحرب لبنان و"الجرف الصامد".
  • طبعاً، يجب استبدال بنيامين نتنياهو. ليس بسبب "الكراهية العمياء"، كما يزعم بعض زملائي. الكراهية هو الذي كسبها بنفسه، وهي ليست عمياء، ودافعها، بحسب تعبيره: حب البلد. يجب استبدال نتنياهو لأنه يدمر الدولة ويفسدها ويتخلى عنها وعن مواطنيها. لكن النزاهة الثقافية والأخلاقية تفرض علينا أن نقوم ونقول: ليس بأي ثمن. وليس بواسطة وعود بالحرب، وبجرائم حرب.
  • إن هذا يمكن أن يشجع نتنياهو المذعور إلى أن يبدو هو أيضاً كمن يعرف كيف "يعيد الردع"، ونظراً إلى أن غانتس وعدنا  بالدخول براً إلى غزة بعد أول طائرة ورقية حارقة، يتعين علينا أن نسأل مَن تحديداً سيدخل إلى غزة: آفي نيسينكورن؟ عومر نيكلوفيتش؟ يائير لبيد [مرشحون في قائمة أزرق أبيض]؟ إن من سيدخل إلى غزة المكتظة والجائعة هم أولادنا الذين سيقتلون ويُقتلون، من دون أن يتغير شيء.

من غير المفيد دخول الجنرالات إلى الحياة السياسية إذا كانوا يدعون إلى الحرب بدلاً من تحقيق السلام. في العالم كله اليمين يعرف كيف يفوز في الانتخابات بواسطة التخويف، سلاح اليسار هو الأمل. الجنرالات من أزرق أبيض يثيرون في الأساس اليأس.