ارتفاع تورط البدو في العمليات الإرهابية وتراجُع تورط العرب في إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أصدر الشاباك مؤخراً بياناً غير مسبوق حذّر فيه من خطورة تورط مواطنين إسرائيليين في عمليات إرهابية بتأثير من الجهود الدعائية لحركة "حماس" على وسائل التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام الفلسطينية. ويقصد الشاباك بصورة خاصة المجتمع البدوي الذي برز ازدياد انخراطه في الفترة الأخيرة في عمليات إرهابية، بتأثير من ناشطين من غزة والضفة الغربية.

وكان الشاباك قد حذّر المستوى السياسي من ارتفاع مشاركة البدو في إسرائيل في العمليات الإرهابية بخلاف ما يجري داخل المجتمع العربي في إسرائيل الذي تراجعت مشاركته في هذه العمليات. في رأي مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية أن سبب هذا التراجع هو عملية "الأسرلة" التي يمر بها الجيل الشاب وقال: "اليوم هناك مزيد من الشباب العرب الذين يرغبون في العيش في إسرائيل ويقبلونها. هم لا يقبلون الرمز والعلم والنشيد، لكنهم مستعدون للتعايش معهم".

وتُظهر الأرقام التي جمعتها وزارة الدفاع مؤخراً أن 80% من العرب في إسرائيل يقبلون واقع الدولة، ويريدون أن يكونوا جزءاً منها، في مقابل 20% لا يعتبرون أنفسهم إسرائيليين، وبين هذه الأقلية هناك نسبة 0.2% فقط تؤيد الإرهاب.

وكانت سنة 2015، قد شهدت ارتفاعاً واضحاً في توجّه العرب في إسرائيل نحو الإرهاب في ظل موجة الإرهابيين الأفراد الذين قامون بهجمات طعن ودهس وإطلاق النار. ولقد تأثرت هذه الموجة من الهجمات بتنظيم داعش، برز ذلك أيضاً في إعلان عدد كبير من المواطنين العرب في إسرائيل رغبتهم في الذهاب إلى سورية والقتال في صفوف داعش. في ذلك العام ذهب 32 عربياً من إسرائيل إلى سورية، وقُتل 7 منهم هناك. لكن منذ ذلك الوقت تراجعت الأرقام، وتفسر المؤسسة الأمنية ذلك بأنه يعود إلى تسليم الشباب العرب بالدولة، ورغبتهم  في العمل على رفع مستوى حياتهم.

لكن في المقابل يبرز في وسط المجتمع البدوي توجّه مخالف. وبحسب المؤسسة الأمنية، ارتفع عدد المعتقلين البدو الذين شاركوا في نشاطات إرهابية في الفترة 2013 - 2017 بنسبة 7.5%. وفي رأي المؤسسة الأمنية، يعود ذلك إلى المصاعب الاقتصادية التي يعانيها البدو، وفشل الجهاز التعليمي، ومشكلات الأراضي. بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من الشبان البدو لا يتحدثون باللغة العبرية، وهناك أكثر من 5000 ولد لا يذهبون الى المدرسة بصورة منتظمة، أو يدرسون في مؤسسات دينية.