عناق دب إنجيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  •  تحت الرادار العام تشهد واشنطن في هذه الأيام إحدى أكثر المناسبات تأثيراً فيما يجري هنا في إسرائيل: المؤتمر السنوي لمنظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل". منذ سنوات يعمل اليمين الإسرائيلي على تعزيز الحلف السياسي والمالي مع المسيحيين الانجيليين، المؤيدين للمشروع الصهيوني كجزء من إيمانهم الذي يربط عودة شعب إسرائيل إلى أرضه بمجيء المسيح المنتظر. هذه العملية وصلت إلى ذروتها مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.
  • قرابة 80% من الإنجيليين البيض صوتوا إلى جانب ترامب. المؤتمر الضخم هذا العام هو حدث انتخابي مركزي سيخطب خلاله أمام آلاف المناصرين نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو - وهما من الإنجيليين - إلى جانب مستشار الرئيس للأمن القومي جون بولتون، وموفد البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي سينضم إلى الاحتفال. ولا يظهر اسم أي سيناتور ديمقراطي في قائمة الخطباء.
  • لقد ساهم اللوبي الإنجيلي مساهمة حاسمة في قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وفي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، كما كان له أثره المباشر في السياسة الأميركية بشأن إيران، وإغلاق الأونروا، ومحاربة حركة المقاطعة الـBDS. وكما هو معروف شمل حفل نقل السفارة الأميركية إلى القدس عدة شخصيات إنجيلية وخطاباً ألقاه مؤسس "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل" القس جون هيغي. أيضاً الاحتفال بمرور عام على انتقال السفارة الأميركية جرى برعاية رجل دين مسيحي.
  • المقابل الذي يدفعه ترامب لناخبيه المسيحيين يغير بشكل حاسم الواقع الراهن هنا في إسرائيل، بتشجيع من التحالف اليميني. ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضاً في أميركا اللاتينية، وفي مقدمتها البرازيل، وحتى في أستراليا، وفي الفيلبين، يؤثر الصعود المستمر للجالية الإنجيلية المؤيدة للصهيونية في السياسات إزاء إسرائيل.
  • لا تقتصر مواقف الإنجيليين على مسيانية جيو- سياسية. فقد رفضت الكنيسة الإنجيلية في ميامي هذه السنة إقامة حفل تأييد لإسرائيل بسبب مشاركة القنصل الإسرائيلي هناك في مسيرة للمثليين المحليين. وهم أيضاً وراء القانون ضد الإجهاض. التطابق الموقت في المصالح بين اليمين المسياني اليهودي وبين أنصار الهيكل من الإنجيليين ينطوي على إمكان التسبب بضرر اجتماعي لإسرائيل.
  • حكومة تحرص على مستقبل الدولة وتفكر في حياة مواطنيها على المدى البعيد لا يمكن أن تسمح لنفسها بشراء التأييد لها من جماعة تعمل انطلاقاً من الاعتقاد أن اليهود يقومون بدور موقت في عملية الخلاص المسيحي. إن فرصة جمع أموال لمشروع الاحتلال والمستوطنات وتأييده يعمي أعين معسكر اليمين وزعمائه. إنها لعبة خطرة بالنار الدينية. يتعين على دولة إسرائيل التخلص من عناق الدب الإنجيلي.