السلطة الفلسطينية تشجع على اندماج سياسي بين العرب واليهود في إسرائيل قبل الانتخابات
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تحاول قيادة السلطة الفلسطينية الدفع قدماً بتعاون حزبي بين العرب واليهود في إسرائيل - من خلال تشكيل قائمة جديدة أو تعزيز حركة ميرتس. منذ الانتخابات الأخيرة أجرى مسؤولون كبار في السلطة محادثات مع رؤساء السلطات المحلية ومع ناشطين سياسيين في المجتمع العربي، من أجل فحص إمكان حدوث مثل هذا التعاون. وينوي رؤساء الأحزاب العربية المطالبة بتوضيحات بشأن هذا الأمر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم يكن على اتصال بهم في الأشهر الأخيرة. وذلك، بحسب ناشطين سياسيين، على خلفية التوتر بين هذه الأحزاب ورام الله منذ تفكيك القائمة المشتركة.
- يقوم بهذه العملية أعضاء في اللجنة التفاعلية مع المجتمع الإسرائيلي في السلطة، التي يرأسها أحد المقربين من عباس، محمد المدني. مع ذلك، تنكر اللجنة تدخُّلها في محادثات بشأن الموضوع. عضو الكنيست السابق طلب الصانع، أحد الناشطين في اللجنة، قال إنه ليس للمحادثات علاقة مباشرة بالسلطة، لكنه أشار إلى أنهم في رام الله يتابعون عن كثب الساحة السياسية في إسرائيل، ولا يخفون خيبة أملهم بسلوك الأحزاب بعد تفكيك القائمة المشتركة. وبحسب كلامه: "الأحزاب العربية متقيّدة بالساحة الداخلية – العربية، ونعتقد أنه إذا كنا نطمح إلى تغيير وتأثير حقيقيين هناك مجال لتعاون على قاعدة أوسع بكثير". وأضاف الصانع أنه حتى الآن المقصود فقط استشارات و"فحص الأرضية"، إلى أن تتضح صورة الوضع في الأحزاب العربية، ويتضح ما إذا كانت ستشكَّل من جديد قائمة مشتركة.
- رئيس بلدية طيبة شعاع منصور أكد أن أطرافاً في اللجنة التفاعلية توجهوا إليه في محاولة لفحص ما إذا كان يريد أن يترشح في حزب يهودي - عربي جديد، ودُعي إلى إجراء محادثات بشأن هذا الموضوع، من المفترض أن تجري في رام الله، وفي غفعات حفيفيا وأماكن أُخرى في إسرائيل. وأوضح منصور أنه لا يريد الترشح للكنيست، وهو يؤيد إعادة تشكيل القائمة [العربية] المشتركة، لأن "هذه المرحلة ليست مهيأة لنشوء حزب جديد".
- شخصية أكاديمية وناشط سياسي عربي معروف له علاقة بالاتصالات طلب الامتناع من ذكر اسمه خوفاً من المسّ بعلاقاته مع رام الله قال لـ"هآرتس" إن لديه انطباعاً بأن الفلسطينيين معنيون بتعزيز ميرتس أكثر من الأحزاب العربية. صحيح أن حداش تعتبر نفسها حزباً عربياً - يهودياً، لكن أطرافاً لها علاقة بالاتصالات قالت لـ"هآرتس" إنها لا ترى فيها إطاراً مناسباً لأن الجبهة تتوجه في الأساس إلى الناخبين العرب. وفي رأيهم "من يريد تغييراً حقيقياً يجب أن يبني شراكة حقيقية، لذا التوجّه هو المضي نحو إطار جديد".
- عضو الكنيست عيساوي فريج من ميرتس قال لـ"هآرتس" إنه في الانتخابات الأخيرة حاولت أطراف من السلطة تجنيد تأييد لميرتس في المجتمع العربي. "جرت محادثات مع كبار المسؤولين في السلطة، وأيضاً مع طلب الصانع للطلب من كل الذين يؤثرون فيهم أن يدعموا الحزب. وكان هناك أيضاً محاولات لفحص إمكان تحصين مقعد لمرشح عربي، لكننا أوضحنا أن هذا لن يجري". وأضاف فريج أنه يعلم بالاتصالات بشأن تأليف قائمة يهودية - عربية، لكنه لا يعرف ما إذا كانت فعلية أم أن الغرض منها الضغط على الأحزاب العربية، علاوة على ذلك فإن ميرتس مشغولة الآن بالانتخابات الداخلية.
- مسؤولون كبار في الأحزاب العربية وفي لجنة متابعة الجمهور العربي نقلوا رسائل إلى السلطة بأن تدخّل أفرادها يمكن أن يضر بهم ولن يعزز بالضرورة معسكر السلام. وبحسب مسؤول في حداش - تاعل، التوتر بين الطرفين ناجم عن أن السلطة الفلسطينية تنظر إلى الساحة السياسية في إسرائيل فقط من زاوية الاحتلال، وتتجاهل مصالح الجمهور العربي الأُخرى. وقال: "لقد كان هناك دائماً استشارات بين قيادة المجتمع العربي والقيادة الفلسطينية، لكن هناك مسافة كبيرة بين ذلك وبين إقامة حزب جديد". وأضاف: "إقامة إطار سياسي يهودي - عربي مطروح على النقاش منذ عدة سنوات. وبعد تفكُك القائمة المشتركة حظيت الفكرة بدعم من القيادة الفلسطينية. لكن يبدو أن تقديم موعد الانتخابات ساهم في خلط الأوراق وأحبط الفكرة".
- مسؤول كبير آخر في حداش وعضو في لجنة المتابعة أضاف أن أعضاء الأحزاب العربية ينظرون إلى الخريطة السياسية بصورة مختلفة عن السلطة. "ليس الأمر أن السلطة تدعم المعسكر الديمقراطي ونحن متطرفون نعارض التعاون، بل نحن نقرأ الأرضية في الجانب اليهودي والجانب العربي وندرك أنها لم تنضج بعد لعملية دراماتيكية مثل تلك التي تهم السلطة. لقد أوضحنا أيضاً في كل المناسبات أننا ندعم أي تسوية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال."
- في اللجنة التفاعلية قالوا لـ"هآرتس" "إن سلوك الأحزاب العربية هو شأن داخلي - إسرائيلي، وأن السلطة واللجنة غير معنيتين بالتدخل فيه. مع ذلك، قال مسؤول كبير في اللجنة إن القيادة الفلسطينية لم تخفِ قط رغبتها في أن يحصل المعسكر المؤيد لإنهاء الاحتلال على مكان مهم في الساحة السياسية في إسرائيل.