يجب العودة إلى القائمة المشتركة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تأييد القائمتين العربيتين حداش - تاعل وراعام - بلد، قانون حل الكنيست والمضي إلى انتخابات جديدة نجم قبل كل شيء - على عكس الأحزاب الأُخرى في معسكر الوسط - اليسار التي صوتت ضد القانون - عن اعتبارات سياسية داخلية للأحزاب الأربعة التي تتألف منها القائمتان. كلهم رأوا في الانتخابات الجديدة فرصة لتعديل الوضع بعد هزيمتهم في انتخابات الكنيست الحادي عشر. إن نسبة التصويت المنخفضة للجمهور العربي (49%)، بينها ثلث منه صوّت لأحزاب غير عربية على رأسها ميريتس، كانت بمثابة إنذار واضح للقائمتين. لقد حصلت الكتل العربية على عشرة مقاعد في الكنيست في مقابل 13 في الانتخابات التي سبقتها عندما خاضتها في قائمة مشتركة. عشرات الآلاف من الناخبين الذين حققوا الإنجاز الأكبر لمرشحي الجمهور في انتخابات 2015، قالوا لا للصراعات على المكانة الداخلية – السياسية التي أدت إلى تفكك القائمة المشتركة.
  • هذا التحذير أدركه واستوعبه زعماء الأحزاب، وبدءاً من اليوم التالي للتصويت على حل الكنيست بدأوا يتحدثون عن اتصالات لرأب الصدع الذي أدى إلى تفكيك القائمة المشتركة وخوض الانتخابات بصورة منفردة في قائمتين. لكن الاختبار الحقيقي بالنسبة إليهم سيكون اختبار النتيجة: هل سينجحون في الاندماج والتغلب على الخلافات والتوحد حول المصلحة المشتركة.
  • صحيح أنه ما يزال هناك ثلاثة أشهر للانتخابات، لكن إعادة بناء الثقة وإعادة الجمهور إلى صناديق الاقتراع لن يكونا مهمة سهلة. وسيكون من غير الحكمة إضاعة الوقت على عمليات انتخابية داخلية وإجراء مفاوضات كسولة حتى يوم تقديم القوائم في مطلع آب/أغسطس.
  • حسناً تفعل الأحزاب الأربعة لو تتفق على قائمة مشتركة من جديد خلال الأسابيع المقبلة، وأن تصغي إلى جمهورها بشأن تمثيل مناسب للناخبين يخدم انتخابياً القائمة ولا يكون مجرد ديكور أو منظر.
  • إن إعلان مبكّر بشأن قائمة مشتركة من جديد سيوفر هدر جهد الأحزاب وطاقتها على الاهتمام بالمسائل الداخلية وصراعات القوى على التمثيل و"الكراسي"، ويسمح لها بالتركيز على الموضوع الحقيقي والجوهري: حملة انتخابية مركزة مع رسائل واضحة، واستعادة الثقة بين النشطاء والتوجّه مباشرة إلى جمهور الناخبين، وأن يوضحوا لهم بأنهم استوعبوا "العقوبة" وأنهم الآن يستحقون الحصول على الثقة من جديد. لهذا الغرض يجب على القائمة أن تقدم رؤية تتعلق بالقضايا المدنية وعلى رأسها محاربة الجريمة، وإعطاء أذونات للتخطيط والبناء.
  • هذه الخطوة يمكن أن تسرع اندماجات أُخرى [في الأحزاب غير العربية] وتدعّم الكتلة التي تُعتبر وسطية - يسارية، الأمر الذي سيؤدي بصورة طبيعية إلى ارتفاع نسبة الاقتراع لهذه الكتلة، وربما إلى تغيير الخريطة السياسية.