انتقدت رئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا القاضية إستر حيوت بشدة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية جهوده التشريعية التي تلوح في الأفق والرامية إلى تضييق الخناق حول الجهاز القضائي ومنحه حصانة من الملاحقة القضائية، واستذكرت ما قاله نتنياهو قبل نحو سنة ونصف السنة بشأن ضرورة الاحترام المتبادل بين السلطتين القضائية والتشريعية مؤكدة أن هذه التصريحات تتناقض تماماً مع التفوهات المعادية للجهاز القضائي.
وجاء انتقاد حيوت هذا في سياق كلمة ألقتها أمام مؤتمر نقابة المحامين في إسرائيل المنعقد في إيلات [جنوب إسرائيل] أمس (الاثنين).
وافتتحت حيوت كلمتها باقتباس من خطاب ألقاه نتنياهو قبل سنة ونصف سنة خلال مراسم أدائها اليمين الدستورية وقال فيه إن هناك شيئاً واحداً لن يتغير ولا ينبغي له أن يتغير، وهو الحاجة إلى محكمة عليا قوية ومستقلة ونزيهة ومحايدة، وأشارت إلى أنه منذ ذلك الوقت لم يتغير شيء يبرر الانحراف عن هذه المبادئ المهمة.
وأكدت حيوت أن الامتثال للمبادئ التي حددها نتنياهو هو أحد أهم الضمانات لوجود حياة ديمقراطية في إسرائيل.
وتأتي تصريحات حيوت هذه رداً على مشاريع قوانين يدفع قدماً بها أعضاء كنيست من الليكود وأحزاب اليمين تهدف إلى أن تنتزع من المحكمة العليا صلاحيتها في كل ما يتعلق بإلغاء قوانين يسنّها الكنيست وقرارات تتخذها الحكومة وتعتبرها هذه المحكمة غير دستورية.
وهذه هي المرة الثانية خلال الشهر الحالي التي ترد فيها حيوت على الهجمات ضد الجهاز القضائي.
وقبل نحو أسبوعين وفي سياق خطاب ألقته خلال مؤتمر عقدته نقابة المحامين الإسرائيلية - الألمانية في مدينة نورنبرغ الألمانية أشارت حيوت إلى استيلاء النازيين على سدة الحكم في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الفائت على الرغم من أن ألمانيا كان لديها في ذلك الوقت دستور جمهورية فايمار وهو أحد أكثر الدساتير تقدمية في العالم في كل ما يتعلق بحماية حقوق الإنسان وحرياته. وأضافت أن التاريخ لا يكرر نفسه لكنه يعطي فرصة للتعلم منه.