"حماس" ستحاول استغلال التظاهرات في ذكرى النكبة لإثارة اهتمام وسائل الإعلام الأجنبي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • في المؤسسة الأمنية يستعدون للتظاهرات التي ستجري اليوم (الأربعاء) في قطاع غزة في ذكرى النكبة، ويقدّرون أن الآلاف سيشاركون فيها، كما يتوقعون حدوث مواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش الإسرائيلي. في أعقاب محادثات التهدئة في الأسبوع الماضي، من المنتظر أن يقوم عناصر "حماس" بالحرص على عدم خروج التظاهرات عن السيطرة- لكنهم في المقابل لن يتخلوا عن إمكان أن تخدم هذه التظاهرات الدعاية الفلسطينية في أثناء وجود مندوبي الإعلام الغربي في إسرائيل لتغطية مهرجان الأغنية الأوروبية، اليوروفيجن.
  • بناء على ذلك، سيحاول الجيش الامتناع بقدر الممكن من المسّ بالمدنيين، وأعطى تعليماته إلى القوات على الأرض بعدم فتح النار إلّا بعد موافقة الرتب العليا في القيادة الجنوبية (إلّا إذا كان ما يجري يشكّل خطراً على الحياة)، وذلك لمنع المسّ بناشطي "حماس" والجهاد الإسلامي. في الجيش يتذكرون تظاهرات النكبة في السنة الماضية التي ترافقت مع الاحتجاج على نقل السفارة الأميركية إلى القدس وأدت إلى مقتل 61 فلسطينياً وجرح 1200 آخرين (من مجموع 40 ألف متظاهر توزعوا على 12 نقطة). مع ذلك، يستعد الجيش لاحتمال تصعيد بعد التظاهرات، خلاله تحاول "حماس" والجهاد الإسلامي جذب انتباه وسائل الإعلام وإطلاق صواريخ على أرض إسرائيل. بناء على ذلك نشر الجيش بطاريات القبة الحديدية في كل أنحاء البلد.
  • دعت اللجنة التنظيمية لمسيرات العودة في قطاع غزة يوم أمس السكان إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات. وبحسب اللجنة أُعلن اليوم الإضراب العام في القطاع، وبدءاً من ساعات الظهيرة ستخرج الجماهير إلى الخيم المنصوبة على طول السياج، كما في التظاهرات التي تجري كل يوم جمعة. وقال أعضاء في اللجنة إن التظاهرات ستجري ضمن إطار احتجاج شعبي لاعنفي، وأضافوا أن مراقبين من اللجنة سيكونون منتشرين على الأرض لمنع اقتراب الجماهير من السياج. وقال عضو اللجنة طلال أبو ظريفة في حديث مع "هآرتس": "نحن لا نريد أن نعطي قوات الجيش الإسرائيل أي ذريعة للمسّ بشبابنا، ولا نريد زيادة التوتر في منطقة الحدود".
  • القرار الفلسطيني بالمحافظة على تظاهرات هادئة له علاقة بالتفاهمات التي جرى التوصل إليها بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "حماس". ضمن إطار هذه التفاهمات فُتحت في بداية الأسبوع المعابر إلى القطاع، وفي نهاية الأسبوع فُتح مجال الصيد البحري لمسافة 12 ميلاً بحرياً. وفي مطلع الأسبوع وصل المندوب القطري محمود العمادي إلى القطاع وموفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وأجريا محادثات مع رئيس المكتب السياسي في "حماس" إسماعيل هنية ومسؤولين كبار آخرين في الحركة.
  • في الأسبوع الماضي، في نهاية جولة القتال في القطاع، قدّر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي أن الهجمات الجوية الواسعة ستؤدي إلى التهدئة عدة أسابيع، وأن هناك حاجة إلى عملية سياسية متكاملة لضمان هدوء طويل الأمد. وقال المسؤولون إنهم لا يستطيعون معرفة ما إذا كانت "حماس" ستلتزم بالهدوء الذي تحقق ولن تحاول عرقلة مهرجان الأغنية الأوروبية أو إطلاق صواريخ على إسرائيل. وفي أجهزة الاستخبارات يعتقدون أنه على الرغم من مشاركة الجهاد الإسلامي في محادثات وقف إطلاق النار، فإن عناصره إذا شعروا بأنهم لم يحصلوا على حصتهم من الأموال التي تدخل إلى القطاع كمساعدة إنسانية فإنهم لن يترددوا عن الهجوم.
  • في بداية الأسبوع تطرق ملادينوف إلى تفاهمات التهدئة وقال إنه "يأمل بأن يقوم كل الأطراف بما هو مطلوب منهم لمنع انهيار التهدئة وأن ينجحوا في المحافظة عليها على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، من أجل إنجاز المشاريع المخطط لها". وبحسب كلامه: "نحن بحاجة إلى تعاون كل الأطراف - السلطة الفلسطينية، مصر، وإسرائيل - وإلى عملهم من أجل تحسين حياة المواطنين في غزة، ومن أجل الأمل بمستقبل أفضل لهم".
  •