إسرائيل تستعد لاحتمال استهدافها في خضم الأزمة بين إيران والولايات المتحدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • إن الصورة التي ترتسم من المداولات التي جرت في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة بمشاركة كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأمن القومي، ورئيس هيئة الأركان العامة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"]، وكبار ضباط هيئة الأركان العامة، هي أن ثمة مواجهة إيرانية - أميركية قريبة في الخليج الفارسي. وعلى الرغم من أنه لا يوجد تقدير في إسرائيل بشأن حجم هذه المواجهة ومدى سخونتها، فإن التقديرات العامة السائدة تؤكد وجوب الاستعداد لها والأخذ بالاعتبار احتمال أن تتطور بالتدريج، وأن تجد إسرائيل نفسها في خضمها في مرحلة معينة.
  • ووفقاً لهذه التقديرات هناك احتمال بأن يقوم الإيرانيون بنشاطات عدوانية ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. وهنا ستدخل إسرائيل إلى الصورة. وبناء على ذلك تشير التقديرات نفسها إلى 4 سيناريوهات يمكن أن تقوم إيران عبرها بالتعرّض لإسرائيل. ويمكن القول إن السيناريو الأكثر احتمالاً هو القيام بإطلاق صواريخ من العراق في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. والسيناريو الثاني هو القيام بإطلاق صواريخ وتفعيل طائرات مسلحة مسيّرة من دون طيار من سورية إلى جانب القيام بعمليات إرهابية على طول منطقة السياج الحدودي بين البلدين. أمّا السيناريو الثالث فهو قيام حزب الله بنشاطات عسكرية من لبنان، لكن احتمالاته ضئيلة بسبب وجود حزب الله في غمرة أزمة اقتصادية غير مسبوقة وهناك شك في أن يكون لدى السيد حسن نصر الله رغبة في منح إسرائيل فرصة لتوجيه ضربة موجعة إليه. والسيناريو الرابع هو قيام الجهاد الإسلامي الفلسطيني بارتكاب عمليات "إرهابية" من قطاع غزة، واحتمالاته ممكنة لكنه لا يقلق إسرائيل بتاتاً. كما تشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى احتمال اندماج أي سيناريو مع آخر أو أكثر من سائر السيناريوهات المذكورة.
  • يُشار إلى أن إسرائيل وجهت قبل أكثر من سنة ونصف السنة رسائل تحذيرية إلى إيران بواسطة الولايات المتحدة وروسيا طالبتها فيها بإزالة منظومة صواريخ أرض - أرض قامت بنصبها في غرب العراق. وكانت التقديرات في حينه أن إيران نصبت هذه المنظومة كي تردع إسرائيل عن الاستمرار في مهاجمة الأهداف الإيرانية في الأراضي السورية. ويبدو أنه في ضوء هذه الرسائل تراجعت إيران عن نشاطها في غرب العراق، لكن صواريخ أرض- أرض بقيت بحيازة ميليشيات شيعية موالية لطهران.
  • وتمتلك الميليشيات الشيعية الموالية لطهران في العراق صواريخ يصل مداها إلى 700-1000 كيلومتر. ومجرد نصبها في غرب العراق يعني أنها تغطي مساحة إسرائيل كلها، كما أنها صواريخ دقيقة، ومدة تجهيزها للإطلاق قصيرة نسبياً، وذلك خلافاً للصواريخ التي قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإطلاقها في اتجاه إسرائيل سنة 1991.
  • لا يوجد في إسرائيل حتى الآن استعدادات علنية في كل ما يتعلق بهذا التهديد المحتمل. لكن هناك حالة تأهب استخباراتية في الحدود القصوى. ولا بد من القول إن قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على جمع معلومات متعلقة بغرب العراق باتت أفضل كثيراً مما كانت عليه سنة 1991، حين كان اعتمادها الحصري هو على صور الأقمار الصناعية الأميركية فقط. كما أن قدرة الهجوم الإسرائيلية الجوية والبرية ضد دول الدائرة الثانية مثل العراق أصبحت أكبر بكثير مقارنة بما كانت عليه سنة 1991. ومن الناحية السياسية لدى إسرائيل حرية للقيام بنشاط عسكري في غرب العراق أكثر مما كان في الماضي.
  • أخيراً يجب التأكيد أنه مثلما أن إيران لا تتردّد في تفعيل الحوثيين في اليمن ضد السعودية كي تزيد من سخونة الأزمة مع الأميركيين، يجب الأخذ في الاعتبار أنها ستحاول أن تشعل اللهيب في مقابل إسرائيل كي تسرّع التدخل العالمي من أجل البحث عن حل للضربة القاتلة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى الاقتصاد الإيراني.