ماذا نفعل بغزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • في المعركة الانتخابية كان هناك مَن دعوا إلى الانتصار على "حماس" وتباهوا بقدرتهم الأكيدة على القيام بذلك. مع أن الكلام السياسي في أثناء الانتخابات مصيره النسيان، من الجدير تعميق المطالبة بتحقيق النصر بصورة أكثر منهجية.
  • عندما نفحص الظروف الأساسية بيننا وبين "حماس" تقفز أمام أنظارنا خمس حقائق أساسية واضحة: الفجوات الضخمة في القوة؛ الانفصال الفلسطيني؛ إصرار "حماس" على إزعاج إسرائيل كي تتمكن من التمتع بتهدئة أمنية؛ ثبات أنماط من استخدام القوة التي حجم فعاليتها مشكوك فيه (الإحباط ليس موجوداً عندنا فقط، فهناك أمر مشابه يجري أيضاً لدى "حماس")؛ الإدراك أن أنماط استخدام القوة له طابع رمزي، لذلك إذا لم يجرِ تغيير هذه السياسة، فإن سيناريو التصعيد الأمني يبدو أمراً لا مفر منه.
  • المصلحة الإسرائيلية ليست في إلحاق الهزيمة بـ"حماس" بل في تهدئة أمنية في الوقت الحاضر وتقليص مستمر لإمكانية نشوء تهديد من غزة في المستقبل. تحقيق هذه المصلحة خاضع لقواعد العمل في مواجهة العدو، أي، معقولية ضئيلة جداً للتعاون بإرادة حسنة وعلى قاعدة مشاعر صداقة صادقة. لذلك يجب أن نتبنى سياسة سخية - وهذا هو الأمر الصحيح والمناسب للطرف القوي - وإلى جانبها، إذا قوبلت السياسة السخية بالسلبية يجب تبنّي سياسة أمنية أكثر هجومية.
  • السياسة السخية إزاء "حماس" معناها تحسين البنية التحتية والقدرة الاقتصادية في قطاع غزة. المرفأ ليس هو الأساس، بل توسيع القدرة على إنتاج الكهرباء أو التزود بها من إسرائيل ومصر، ومعالجة سريعة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي. وفي المقابل، يجب توسيع قدرة سكان القطاع على كسب رزقهم، حتى لو تطلّب ذلك فتح سوق العمل الإسرائيلية. عبور بضعة آلاف من الغزيين يومياً للعمل في إسرائيل عبر معبر إيرز، الخالي اليوم، يمكن أن يساهم في تعزيز تهدئة أمنية.
  • بالإضافة إلى ذلك يجب الاستمرار في التعاون الأمني الجيد مع مصر وحتى تحسينه، كي لا يكون ممكناً دخول وسائل قتال، ومواد خطرة وأشخاص ذوي نوايا شريرة. كما يجب مواصلة تحصين الحدود مع غزة - فوق الأرض وتحتها – كي يكون الرد الأمني الدفاعي في أفضل حالاته، في حال الرد على نوايانا الحسنة بعمليات إرهابية وأعمال شغب.
  • يجب ألاّ نتوقع أن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً من حل المشكلة - إذا كان هناك أمر أكيد وثابت في منطقتنا فهو بالتأكيد مقدار الانفصال الفلسطيني. وإذا على الرغم من هذا كله فوجئنا، حينئذ نتعامل مع كل جديد لدى وقوعه.
  • ماذا سيحدث إذا لم تتعاون "حماس" واستمرت في إزعاج سكان غلاف غزة وبادرت إلى القيام بعمليات إرهابية؟ في مثل هذه الحالة يجب على إسرائيل أن توقف فوراً المساعدة المدنية والانتقال إلى محاربة "حماس" بقوة والقضاء على قدرتها العسكرية. الضرر المدني لن يؤثر في "حماس"، وفقط ضرب قوتها القتالية سيؤدي إلى كي الوعي وشعور بالفشل يدفعها إلى تبني أساليب مختلفة نسبياً.
  • مثل هذا القتال العنيف يتطلب قتالاً برياً ومن تحت الأرض داخل قطاع غزة وبحجم كبير. في العقود الأخيرة هناك توجُّه لدينا نحو تضخيم قوة الخصم والتقليل من قدراتنا. على هذه الخلفية يمكن فهم التخوف الكبير من الدخول إلى مدن فلسطينية في أثناء الانتفاضة الثانية، ومن القيام بمناورة في الجنوب اللبناني.
  • في الحالتين اتضح أن قدرات الخصم أقل بكثير مما اعتقدنا قبل القتال، وينطبق هذا على "حماس" في قطاع غزة. أكثر من ذلك، وحدها عملية برية تستطيع تقليص التهديد على الجبهة الداخلية بصورة سريعة، كما هو مطلوب من الجيش الذي من واجبه الدفاع عن شعبه.

يجب على القيادة الإسرائيلية أن تعدّ نفسها والساحة الدولية لسياسة جديدة. ويفرض علينا واجبنا إزاء سكان غلاف غزة تحقيق سياسة تحمل الأمل بواقع أمني ومدني أفضل ومستقر، واستعداداً للقتال والتضحية كما كان مطلوباً وما يزال.