انطلق في القدس أمس (الثلاثاء) الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة التهديدات المشتركة، ومنها إيران ومنظمة حزب الله.
ويترأس الوفد الأميركي منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية ناثان سيلز الذي وصل إلى إسرائيل أول أمس (الاثنين) وقام بتفقد أحد الأنفاق الهجومية التي أقامتها "حماس" في منطقة الحدود مع قطاع غزة واكتشفه الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال سيلز في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن مفتاح الوضع الأمني موجود في طهران، وأشاد بخطوة الإدارة الأميركية القاضية بإدراج الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية.
وتوقع سيلز أن تكون خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن" مقبولة من الطرفين، وأشار إلى أن الولايات المتحدة اتخذت الاستعدادات اللازمة تحسباً لاحتمال وقوع اعتداءات ضد أهداف أميركية احتجاجاً على هذه الخطة.
من ناحية أُخرى عُقد في واشنطن الليلة قبل الماضية اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مئير بن شبات لتحديد سلم الأولويات الأمنية.
وناقش الاجتماع سبل توطيد التعاون في كل ما يتعلق بحماية شبكات "الجيل الخامس" الخليوية الصينية والسايبر من تهديدات جهات معادية في منطقة الشرق الأوسط.
ووصف بولتون الاجتماع في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنه بنّاء للغاية.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن بولتون حذّر إسرائيل من مغبة استخدام شبكات "الجيل الخامس" الخليوية الصينية، خوفاً من أن تتمكن الصين من التحكم في حركة البيانات والمعلومات على هذه الشبكات.
وكانت الولايات المتحدة حذرت في الأشهر الأخيرة أصدقاءها في العالم من مغبة نشر البنية التحتية لهذه الشبكات، وأشارت إلى أنها ستسمح للصينيين بالتحكم في حركة تنقل البيانات والمعلومات في هذه الشبكات في أي مكان في العالم.
وسبق لقناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] أن كشفت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الحدّ من علاقات إسرائيل المتنامية مع الصين منعاً لتضرر العلاقات الإسرائيلية- الأميركية.
وأضافت قناة التلفزة ذاتها أن هذا الطلب الأميركي جاء خلال الاجتماع الذي عُقد بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض يوم 26 آذار/مارس الفائت. ووفقاً للقناة، كان ترامب مباشراً مع نتنياهو وقال له: "إذا لم تعملوا على الحد من التغلغل الصيني في إسرائيل، فمن شأن التعاون المشترك الأمني والاستخباراتي بيننا أن يتضرر".
وأوضحت القناة أن نتنياهو بلّغ ترامب خلال الاجتماع أنه على وشك الموافقة على آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية في إسرائيل.
يُذكر أن الإدارة الأميركية تخوض منذ نحو سنة معركة سياسية وقانونية ضد مشاركة شركات صينية في مناقصات معدات هواتف الجيل الخامس الخليوية في أنحاء العالم. وتعتقد الإدارة الأميركية أن الشركات الصينية تترك عمداً أبواباً خلفية في معدات الشبكات التي تبيعها حتى تتيح لعناصر الاستخبارات الصينيين إمكان المراقبة والتجسس وسرقة المعلومات.