سبب تدفق الحريديم إلى صناديق الاقتراع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • بين مفاجآت نتائج الانتخابات الإسرائيلية برز الإنجاز المذهل الذي حققته الأحزاب الحريدية التي ارتفع تمثيلها من 13 مقعداً في الكنيست السابق إلى 16 في الكنيست الحالي. وهذا إنجاز مثير للإعجاب، وخصوصاً على خلفية استطلاعات الرأي التي توقّع معظمها سبعة مقاعد لحزب يهدوت هتوراه، وضعف قوة حزب شاس.
  • كيف يمكن تفسير هذا النجاح المذهل؟ في ضوء دخول عدد كبير من الجنرالات إلى الكنيست، سأوزع ذلك كما في الجيش إلى ثلاثة أقسام: الأول، الزيادة الطبيعية للسكان الحريديم الذين هم أكثر شباباً، وبالتالي فإن وزنها في المجموعة التي تنتخب لأول مرة مرتفع نسبياً.
  • إن معدل نمو يوازي 4% سنوياً يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع عدد الناخبين في حزب يهدوت هتوراه من 210 آلاف ناخب إلى 240 ألفاً في الانتخابات الحالية. ويمكن أن تصل قوة الحزب بعد حسبان المغلفات المزدوجة إلى 250 ألفاً، وبناء على ذلك، فإن هذا التفسير لا يقدم جواباً كافياً عن المسألة. أيضاً حزب شاس يمكن أن يربح أصواتاً نتيجة الزيادة الطبيعية لكن بوتيرة أبطأ لأن ثلث الناخبين ليسوا من الحريديم.
  • السبب الثاني لنجاح الأحزاب الحريدية هو "عودة الأبناء الضالين" من حزب ياحد وإيلي يشاي [الذي انشق سنة 2014 عن حزب شاس] إلى بيت الأحزاب الحريدية. خاض حزب ياحد الانتخابات الماضية مع حزب قوة يهودية، الذي حصل على عدد أصوات يساوي ثلاثة مقاعد، بينها مقعد يمثل الناخبين الحريديم. في الانتخابات الحالية انسحب ياحد وإيلي يشاي من الانتخابات في اللحظة الأخيرة ونقل دعمه إلى يهدوت هتوراه.
  • وفي الواقع، يمكن أن نلاحظ في كل البلدات الحريدية تراجعاً في نسبة الذين انتخبوا لصالح أحزاب غير يهدوت هتوراه وشاس. على سبيل المثال، في بني براك انخفضت النسبة من 17% في انتخابات سنة 2015 إلى 12% هذه المرة. وفي بيتار عيليت انخفضت من 17% إلى 10%. ويبدو أن ناخبي حزب ياحد وزعوا أصواتهم بين يهدوت هتوراه الذي دعا زعيمهم الروحي الحاخام مزوز إلى التصويت له، وبين حزب شاس، بيتهم الطبيعي. ويمكن الاستنتاج من ذلك أن الحزبين كبرا بصورة مشابهة في أغلبية المدن الحريدية.
  • حدث الارتفاع في قوة حزب شاس في الأساس في البلدات الحريدية وليس بين السكان غير الحريديم في مدن الأطراف. على سبيل المثال في مدينة أوفكيم، وبئر السبع، وبيت شان، وبيت يام، وطبرية ومغدال هعيمك، لم تزدد قوة حزب شاس بل حافظ عليها، وفي جزء من هذه الأماكن ضعف قليلاً. واذا أخذنا في الحسبان نجاح الليكود في جذب أصوات من اليمين الجديد ومن حزب زهوت فإن ما جرى هو أيضاً إنجاز لا بأس به.
  • أخيراً، كان انتصار الأحزاب الحريدية في هذه الانتخابات أيضاً ناجماً عن فشل أحزاب أُخرى. والصحيح في هذه المرحلة (قبل احتساب أصوات الجنود) وفي الوقت الذي لم ينجح حزب اليمين الجديد في تجاوز نسبة الحسم، فإن 8% من أصوات الناخبين ستُرمى في "سلة المهملات". في الانتخابات الماضية كانت نسبة الأصوات التي ذهبت إلى أحزاب لم تتجاوز نسبة الحسم عبارة عن النصف - 4% فقط.
  • النتيجة المباشرة هي أن "مغانم" 120 مقعداً ستوزَّع بين عدد أقل من الأحزاب. شاس ويهدوت هتوراه اللذان وقّعا بينهما اتفاق تبادل فائض الأصوات، يمكنهما أن يربحا من ذلك ويحافظا على إنجازهما المذهل. على الأقل يُعتبر هذا الأمر بالنسبة إلى يهدوت هتوراه غير مسبوق.
  • يمر المجتمع الحريدي في عمليات تغيير شاملة تشمل الدخول الكثيف إلى الدراسة الأكاديمية وإلى سوق العمل، وانفتاحاً متزايداً على الإنترنت. لكن عمليات التحديث والأسرلة تلك لا تترافق مع تغيير في أنماط تصويت السكان الحريديم الذين ما يزال ولاؤهم لأحزابهم كبيراً.
  • صحيح أن قوة الليكود والأحزاب غير الحريدية مثل اتحاد أحزاب اليمين وحزب زهوت ازدادت قليلاً في المدن الحريدية، لكنها لم تتجاوز 10%- وهو ما شكل ضربة بسيطة في جناح الأحزاب الحريدية. وجاء هذا أيضاً نتيجة الحملة الانتخابية التي قام بها حزب يهدوت هتوراه الذي توجه لأول مرة إلى الناس عبر الفايسبوك أيضاً.
  • حتى الآن ركّز ممثلو القطاع الحريدي - وخصوصاً في يهدوت هتوراه - على المحافظة على عالم اليشيفوت والطائفة. وكان اهتمامهم بالسكان المتعلمين والعصريين أقل. هذه المرة قرروا تغيير طريقة تعاملهم مع هذا الجمهور، ليس فقط بسبب وزنه الانتخابي الآخذ في التصاعد. قريباً سنعرف ما إذا كانوا سينجحون في الولاية الجديدة للكنيست في تحقيق وعودهم للناخب.