كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجدداً أنه لن يزيل أي مستوطنة ولن يخرج أي مستوطن إسرائيلي من أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بالقوة، مؤكداً أنه ضد التطهير العرقي.
وقال نتنياهو في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية i24news الليلة الماضية قبل 48 ساعة من موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري غداً (الثلاثاء)، إنه ينوي تطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكنه في الوقت عينه أوضح أنه لا ينوي ضم كل الضفة.
وأضاف نتنياهو: "شرحت للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن هذه هي سياستي، وقلت مراراً وتكراراً إنني لن أقتلع أي [مستوطن] إسرائيلي بالقوة، وإنني ضد التطهير العرقي برمته. سأؤكد أن المستوطنين الإسرائيليين ليسوا منبوذين، وفي المرحلة الثانية سأوسع السيادة الإسرائيلية".
وأشار نتنياهو إلى أن عدداً من القادة العرب الذين التقى بهم أعربوا عن تفهمهم تمسُّكه بالأرض. كما أشار إلى أنه يرفض التخلي عن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن، وأكد أن على إسرائيل أن تحتفظ بسيطرة أمنية وإدارية كاملة على المنطقة ج في الضفة الغربية، والتي تشكل أكثر من 60% من أراضي الضفة.
وهاجم نتنياهو الذين انتقدوا تصريحاته الأخيرة واتهموه بأنها جاءت لاستقطاب اليمينيين المؤيدين للاستيطان في المناطق [المحتلة]، كما هاجم الذين انتقدوا تصريحاته في العالم بادعاء أنها تهدّد حل الدولتين.
وعن خطة السلام التي تنوي الإدارة الأميركية عرضها، قال نتنياهو إنه لن يتفاجأ إن لم تأخذ الولايات المتحدة مصالح إسرائيل بعين الاعتبار، لكنه أكد أنه يستطيع أن يقول لا لهذه الخطة عند الضرورة.
ودافع نتنياهو عن سياسة حكومته في قطاع غزة، وقال إن "الجنرالات الثلاثة" [قادة تحالف "أزرق أبيض"] لم يقترحوا شيئاً مختلفاً.
وحذّر نتنياهو خلال اجتماع مع رؤساء السلطات المحلية الداعمة لليكود أمس (الأحد)، من تصرفات وتصريحات الأحزاب اليمينية الصغيرة، وقال إن هذه التصريحات يمكن أن تتسبب بخسارة معسكر اليمين الانتخابات. وأشار إلى أن رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين قال أمراً بسيطاً وهو أنه في حال عدم وجود توصيات من 61 عضو كنيست بشأن الشخص المكلف تشكيل الحكومة المقبلة، فسيكلف الحزب الكبير تشكيل الحكومة وسيخسر الليكود هذا التكليف. وشدد نتنياهو على أهمية التصويت لحزب الليكود.
وأشار نتنياهو إلى أن رئيس حزب "زهوت" [هوية] موشيه فيغلين يسعى لئلا يرتبط بمعسكر اليمين، وأكد أن هذا يمكن أن يؤدي إلى ضياع أصوات من اليمين.
كما هاجم نتنياهو رئيس حزب "اليمين الجديد" الوزير نفتالي بينت وقال إنه قد يعود إلى "حلف الإخوة" مع عضو الكنيست يائير لبيد [رئيس حزب "يوجد مستقبل"] كما فعل سنة 2013.
وكان نتنياهو أجرى مقابلات خلال الأيام القليلة الفائتة في قنوات التلفزة ووسائل الإعلام الإسرائيلية أكد فيها أنه في حال فوزه في الانتخابات سيسعى خلال فترة ولايته المقبلة لبسط السيادة الإسرائيلية على بعض مناطق يهودا والسامرة، ومنها غوش عتسيون ومعالي أدوميم.
وأضاف أن بعض أحزاب اليمين يتنصلون من التأكيد أنهم سيوصون الرئيس ريفلين بتكليفه مهمة تشكيل الحكومة، معتبراً أنه إذا انتهت الانتخابات بفارق أربعة أو خمسة مقاعد لمصلحة "أزرق أبيض" فإن هذا التحالف سيشكل الحكومة ولذا يجب التصويت لمصلحة الليكود إذا أراد الناخبون حكومة برئاسته.
واستبعد نتنياهو بشكل قاطع في سياق المقابلة التي أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] أول أمس (السبت)، إقامة دولة فلسطينية وأكد أنها تشكل خطراً وجودياً، وتعهد بالحفاظ بشكل دائم على السيطرة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية وإضفاء الطابع القانوني الرسمي على أكثر من 400.000 إسرائيلي في المستوطنات وأشار إلى أن ذلك لن يشمل الكتل الاستيطانية الرئيسية فحسب لكن أيضاً المستوطنات المعزولة.
وجاء تعهد نتنياهو هذا بعد يوم واحد من تصريحه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] يوم الجمعة الفائت، بأنه بلّغ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب أنه لن يقوم بإخلاء شخص واحد من أي مستوطنة، وسط تقارير تحدثت عن اعتقاده أن ترامب سيدعم خطوته في ضم المستوطنات إذا رفض الفلسطينيون خطة هذا الأخير للسلام التي تُعرف باسم "صفقة القرن".
وعندما سُئل نتنياهو عمّا إذا كان يعرف تفاصيل "صفقة القرن"، قال إنه يعرف ما الذي طلب هو تضمينه في الصفقة. وأضاف: "أنا أعرف ما قلته أنا. لقد قلت إنه لا يمكن أن يكون هنا أي إخلاء حتى لمستوطن واحد، وإن إسرائيل تصر على استمرار سيطرتها على كل الأراضي الواقعة غرب الأردن". وعندما سُئل عمّا إذا كان يتوقع من الإدارة الأميركية الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية كما اعترف ترامب بهذه السيادة على هضبة الجولان الشهر الفائت، وبشأن سبب عدم قيامه بالضغط الآن على ترامب للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في المستوطنات، قال نتنياهو: "انتظروا حتى الولاية المقبلة".