نتنياهو يعترف بأنه سمح ببيع غواصات ألمانية متطورة إلى مصر من دون أن يُطلع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة على الأمر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

اعترف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء أمس (السبت)، بأنه سمح ببيع غواصات متطورة من إنتاج شركة "تيسنكروب" الألمانية لمصر، من دون أن يُطلع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة على الأمر. 

وقال نتنياهو، في سياق مقابلة خاصة أدلى بها إلى قناة التلفزة الإسرائيلية 12 [القناة الثانية سابقاً] وهو في طريقه إلى مطار بن غوريون الدولي لمغادرة إسرائيل متوجهاً إلى الولايات المتحدة، إن أسباب سماحه بمثل هذه الصفقة أمنية بحتة، وأكد أن دولة إسرائيل لديها أسرار يعرفها فقط رئيس الحكومة وبعض الأشخاص. 

وكان نتنياهو نفى في السابق معرفته بالأمر، وقال إن ألمانيا لم تطلب موافقته، لكنه قال مساء أمس إنه اعترض على بيع الغواصات لمصر عندما كان محمد مرسي رئيساً لهذا البلد، وصادق على ذلك عندما تولى عبد الفتاح السيسي هذا المنصب.

ووصل نتنياهو إلى استوديوهات قناة التلفزة بشكل مفاجئ، واستمرت المقابلة معه 35 دقيقة، وهي الأولى له منذ أربع سنوات على الأقل.

من ناحية أُخرى نفى نتنياهو أن يكون استفاد من قضية الغواصات المعروفة باسم "الملف 3000"، وقال إنه لم يحصل على شيكل واحد. 

وأشار نتنياهو إلى مسألة حيازته الأسهم في شركة "سيدريفت" التي يمتلكها ابن عمه الثري نتان ميليكوفسكي وتقوم بإنتاج الفولاذ، والتي اشترتها شركة "غرافيك إنترناشيونال" المزودة لشركة "تيسنكروب" الألمانية صانعة الغواصات، فقال إن هذه الشركة كانت تتمتع بقدرة تكنولوجية هائلة لكن تمت إدارتها بشكل سيء، وقد لاحظ ابن عمه ذلك وقام بترميمها وبيعها. وأضاف أنه اشترى الأسهم في شركة إنتاج الفولاذ من أمواله حين كان عضواً في الكنيست، خلافاً لروايته السابقة بأنه اشتراها كمواطن عادي. وبرر التناقض قائلاً: "قصدت أنني لم أمتلكها عندما كنت عضواً في الحكومة".

وقال نتنياهو إنه لا يوجد أي صلة بين استثماره في الشركة وشراء الغواصات، وإنه باع كل أسهمه في الشركة قبل سنة ونصف السنة من شراء إسرائيل أول غواصة.

وهاجم نتنياهو قادة تحالف "أزرق أبيض"، رؤساء هيئة الأركان العامة السابقين بني غانتس وموشيه يعلون وغابي أشكنازي وعضو الكنيست يائير لبيد، لاتهامهم إياه بالفساد في قضية الغواصات. وأكد أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية هو الذي قرر بشأن شراء الغواصات لاعتبارات تتعلق بأمن الدولة، وأن الكذب الأكثر خطورة يتعلق ببيع الغواصات لمصر، إذ يتم اتهامه بالخيانة. وقال إنه يعتزم مقاضاة الأربعة.

وتعقيباً على هذه المقابلة قال تحالف "أزرق أبيض" إن نتنياهو هستيري ويغيّر رواياته مرة تلو الأُخرى ويتهرب من الأسئلة الصعبة ويواصل القذف والتشهير. وأكد أن نتنياهو اخترع مسألة وجود أسرار أمنية لتبرير سماحه ببيع غواصات متطورة لمصر من دون علم الجهاز الأمني.

وأكد غانتس أنه ليس من حق نتنياهو أن يقرر وحده بشأن هذه القضية.

وقال أشكنازي إن الغواصات التي باعتها ألمانيا لمصر بموافقة نتنياهو مسّت تفوّق سلاح البحر الإسرائيلي. وأوضح أن المؤسسة الأمنية سبق لها أن صادقت على بيع غواصات غير متقدمة لمصر لكن ليس غواصات هجومية.

ورفض أشكنازي ما قاله نتنياهو بأن لدولة إسرائيل أسراراً يعرفها رئيس الحكومة فقط، وأشار إلى أن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة على أتم المعرفة بأسرار الدولة كافة.

وقال موشيه يعلون الذي شغل أيضاً منصب وزير الدفاع، إن قضية الغواصات هي قضية الفساد الأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل، إذ حصل كثيرون على أموال على حساب أمن الدولة. وأكد أنه يمكن تفسير هذه القضية من عدة وجوه، بينها الخيانة.