تسيبي ليفني دفعت ثمن تأييدها السلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • انسحاب تسيبي ليفني من السياسة هو خسارة لمجلس النواب في دولة إسرائيل بصورة عامة ولمعسكر السلام بصورة خاصة. ليفني، التي كانت عضو كنيست منذ سنة 1999 (في إطار الليكود)، وكانت رئيسة حزب كاديما وتولت وزارتي الخارجية والعدل، وكانت نائب رئيس المعارضة - قالت دامعة في مؤتمر صحافي عقدته أمس في تل أبيب: "بذلتُ كل ما في وسعي من أجل الدولة التي أحبها".
  • منذ قام رئيس حزب العمل آفي غباي بتفكيك المعسكر الصهيوني واستبعد فعلاً ليفني، كان من الصعب على حزبها "هتنوعا" تجاوز نسبة الحسم في الاستطلاعات. لم تستقِل ليفني من دون قتال. حاولت أن تنضم إلى حزب غانتس الجديد، مناعة لإسرائيل، وإلى حزب يائير لبيد يوجد مستقبل، لكن مع الأسف الشديد خاف الاثنان من صورتها اليسارية. "اليسار يُعتبر كلمة قذرة"، شرحت ليفني الصعوبة التي رافقت عملها السياسي في السنوات الأخيرة. خيار غباي التخلص من ليفني، وإحجام غانتس ولبيد عن ضمها إليهما - وهي من القلائل في البرلمان الإسرائيلي الذين واصلوا تقديم صوت واضح وعالٍ مؤيد للسلام والديمقراطية، أيضاً في وجه الموجة اليمينية القاتمة التي تجتاح إسرائيل - هو دليل على فقرهما وفقر حزبيهما.
  • بموازاة ذلك، بحثت ليفني الاتحاد مع حركة ميريتس، وحتى الانضمام من جديد إلى حزب العمل مع رئيس الحكومة السابق إيهود باراك. لكن جهودها لم تثمر، وانطلاقاً من إحساسها بالمسؤولية تجاه معسكر السلام قررت الانسحاب. "لن أسامح نفسي إذا هدرت أصوات المؤمنين بالدرب"، هكذا شرحت المنطق الذي وجّه قرارها. تُضاف حقيقة تخلّي أحزاب اليسارعن ليفني وتركها تنسحب من الحياة السياسية من دون أن يقاتلوا من أجلها، إلى الانطباع المقلق الذي يبرز من قائمتي الحزبين: الحاجة إلى تسوية سياسية ليست الشعار المركزي المرفوع.
  • في السنوات الأخيرة برزت ليفني كمعارِضة بارزة لبنيامين نتنياهو. شددت على فكرة أن الوحدة فقط بين أحزاب الوسط - اليسار ستؤدي إلى الفوز في الانتخابات، وإلى انقلاب سياسي يؤدي إلى نهاية الولاية السيئة والطويلة جداً لرئيس الحكومة. ترمز استقالتها أيضاً إلى عجز معسكر اليسار – الوسط  عن وضع الأنانية جانباً والعمل معاً، من أجل هدف مشترك؛ كما تشكل دليلاً على أن معظم الطاقة في معسكر الوسط - اليسار تتبدد على نزاعات داخلية، ومعظم "الذخيرة" السياسية موجهة إلى داخل الطاقم. وهذا لا بد من أن ينعكس في صناديق الاقتراع.
  • يمكن أن نأمل بأن الوداع هو موقت فقط، وبأن تواصل ليفني العمل من خارج الكنيست. هي قادرة على تقديم خدمات كثيرة للجمهور الإسرائيلي من خلال محاولاتها إيقاف الجري المدمر نحو الضم، ومن خلال حرصها على المستقبل السياسي والديمقراطي لدولة إسرائيل.