القائمة العربية المشتركة لا حق لها في الوجود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • أتذكر خلفية قيام القائمة المشتركة: الخوف من خسارة أصوات بعد رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست هو الذي دفع زعماء الأحزاب العربية من اتجاهات متعددة، إسلامية، قومية، وشيوعية، إلى خوض الانتخابات معاً، لكن هذا لم يزِد عدد الأعضاء العرب الكنيست. قبل ذلك أيضاً كان عدد الممثلين العرب تقريباً مساوياً؛ 12-13عضو كنيست، هذا هو السقف الذي تستطيع هذه القوائم تحقيقه في الانتخابات. لم تُظهر استطلاعات الرأي منذ قيام القائمة المشتركة أن هناك فرصاً لاختراق هذا السقف وفي كثير من الاستطلاعات حتى ينخفض هذا العدد.
  • هناك من يدّعي أن القائمة المشتركة هي أداة لخلق كتلة حاسمة تمنع قيام حكومة يمين بعد الانتخابات. ليس هناك خطأ أكبر من ذلك. مجرد اجتماع جميع الممثلين العرب في سلة واحدة يُستخدم مانعاً ليس في وجه حكومة يمين، بل في وجه إمكانية خلق حوار مدني إسرائيلي عابر للحدود الطائفية والإثنية.
  • اذا اجتمع العرب كلهم في سلة واحدة، من الواضح أن كل اليهود سيجتمعون في سلة أخرى. وبذلك لن يكون للممثلين العرب في الكنيست أي تأثير، ولن يكون أي وزن لتصويتهم. سيلقون خطاباتهم (أمام كنيست فارغ)، وسيرفعون صوتهم وسيصرخون، لكن من أجل رفع الصوت والصراخ لا حاجة إلى أن تكون في الكنيست، يمكن القيام بذلك خارج مقره.
  • لذلك ليس للقائمة المشتركة في شكلها الحالي حق في الوجود. هي فقط تُستخدم كأداة للدعاية الدولية لإسرائيل التي تتباهى بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وأيضاً بالنسبة إلى مواطنيها العرب، الأخطر من ذلك، مجرد أن يكون الانتماء الحزبي مستنداً إلى أساس إثني فقط، سيجعل التمييز العنصري يستمر إلى ما لا نهاية داخل المجتمع الإسرائيلي، وسيمنحه اعترافاً برلمانياً.
  • في الوضع الحالي السائد في البلد، سيكون المجتمع العربي في إسرائيل الذي يمثل خُمس مجموع السكان، مرتبطاً على الدوام بالإرادة الحسنة وبتأييد قوى الوسط في الأغلبية اليهودية. إن تأييد الأغلبية اليهودية المطالب المحقة للمواطنين العرب يجب أن يكون مصلحة مشتركة، سواء بالنسبة إلى اليهود أم بالنسبة إلى العرب. من أجل هذا الغرض يتعين على اليهود والعرب إيجاد مسارات تربط بين المصالح المشتركة.
  • ومن أجل ذلك إسرائيل بحاجة إلى ثورة على صعيد الوعي. ومثل هذه الثورة يمكن أن تأتي فقط من الجانب اليساري في الخريطة السياسية. من أجل مستقبل حياة مشتركة في هذا البلد، اليهود والعرب بحاجة إلى بنية تحتية اجتماعية وسياسية تجمع بين جميع أطياف المجتمع، من دون تفريق بين الدين والجنس. ليس سهلاً القيام بمثل هذا الثورة. ويبدو هذا الأمر أصعب بكثير على خلفية النزاع القومي الذي لا ينتهي، والذي فقط يقوي الانتماء القبلي في وعي المواطنين. من أجل تجاوز ذلك يجب العمل بحزم على تحقيق حل يقوم على أساس دولتين لشعبين.
  • جميع الذين يئسوا من هذا الحل وتوجهوا إلى البحث عن حلول جذابة في دولة واحدة ثنائية القومية، يجب أن نسألهم لماذا لم ينجحوا طوال 70 عاماً في أن يوجدوا في إسرائيل بنية حزبية ثنائية القومية. ما داموا لم ينجحوا في أن يقيموا في إسرائيل حزباً "إسرائيلياً" يهودياً - عربياً حقيقياً، كل كلام عن الدولة الواحدة هو مجرد أوهام.

ومادام لم يقُم مثل هذا الحزب في إسرائيل، ليس هناك من نصوّت له.