هدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حركة "حماس" بدفع ثمن باهظ بعد وقوع سلسلة هجمات مسلحة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، بينها هجومان تبنتهما الحركة.
وقال نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، إنه نقل رسالة واضحة إلى "حماس"، فحواها أن الحكومة لن تقبل هدنة في غزة وإرهاباً في يهودا والسامرة. وكان نتنياهو يشير إلى هدنة تم التوصل إليها في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت وأنهت أكبر تصعيد للعنف بين إسرائيل والحركة منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية في القطاع في صيف 2014.
وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل ستجبي ثمناً باهظاً من "حماس" في حال استمرار الإرهاب في الضفة. وتعهد باتخاذ خطوات أُخرى في إثر موجة الاعتداءات الإرهابية الأخيرة ما عدا تلك التي أمر بها وهي تسريع الإجراءات الخاصة بهدم منازل إرهابيين خلال الأيام القريبة وسحب تصاريح عمل من أبناء عائلاتهم وعدم إعادتها بشكل آلي.
وأضاف رئيس الحكومة أنه أوعز إلى الجهات المعنية بتنظيم الوضع القانوني لآلاف الوحدات السكنية في يهودا والسامرة وإقامة منطقتين صناعيتين جديدتين بالقرب من مستوطنتي "أفني حيفتس" و"بيتار عيليت" والمصادقة على إقامة 82 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "عوفرا".
وجاءت أقوال نتنياهو هذه بعد مقتل جنديين إسرائيليين يوم الخميس الفائت خلال هجوم مسلح شنه فلسطينيون على موقف لحافلات الباص بمحاذاة مستوطنة "جفعات أساف" القريبة من رام الله. وفي اليوم نفسه توفي طفل إسرائيلي وُلد قبل أوانه، بعد إصابة والدته بجروح بالغة في هجوم مسلح شنه فلسطينيون بالقرب من مستوطنة "عوفرا" يوم 9 كانون الأول/ ديسمبر الحالي. وكانت "حماس" تبنت الهجوم الذي أسفر عن مقتل الرضيع وهجوماً آخر وقع في منطقة "بركان" الصناعية وأسفر عن مقتل مستوطنيْن إسرائيلييْن يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت. وقتلت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين المشتبه بتنفيذهما الهجومين الأسبوع الفائت، وقالت إنها اعتقلت 37 شخصاً يعملون لحساب "حماس" ولديهم صلة بموجة العنف الأخيرة.
وشهد اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس أجواء صاخبة، إذ حصل تراشق كلامي بين رئيس الحكومة والوزيرين نفتالي بينت وأييلت شاكيد من حزب "البيت اليهودي".
واعتبر بينت أن إسرائيل فقدت قوة ردعها وأن مستوطنين إسرائيليين يُقتلون لأن الإرهابيين باتوا لا يشعرون بالخوف. وغادر الوزير بينت قاعة الاجتماع قبل ختامه.
ووصف رئيس الحكومة أقوال بينت بأنها محاولة حمقاء لجني مكاسب سياسية.
أمّا الوزيرة شاكيد فتوجهت خلال الاجتماع إلى رئيس الحكومة ووزير المواصلات يسرائيل كاتس [الليكود] مطالبة إياهما بالتوقف عن إطلاق تفوهات وصفتها بأنها تافهة وعديمة القيمة.
وعقّبت كتلة الليكود على التلاسن الكلامي الذي شهده اجتماع الحكومة فقالت إن بينت يحاول بشكل يائس أن يتولى حقيبة الدفاع، في حين أكد حزب "البيت اليهودي" أن رئيس الحكومة يتصرف كالمشلول إزاء الإرهاب بسبب خوفه من المحكمة الدولية في لاهاي.
وبالتزامن مع انعقاد اجتماع الحكومة نظم مئات المستوطنين تظاهرة أمام ديوان رئاسة الحكومة في القدس للمطالبة بمضاعفة الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية وبناء مزيد من المستوطنات. وشارك في التظاهرة 9 وزراء من الليكود و"البيت اليهودي" و"كلنا".
وقال الوزير بينت في سياق كلمة ألقاها أمام المتظاهرين إنه آن الأوان لأن تنتصر إسرائيل إلى الأبد. وأضاف أن العمليات المسلحة الأخيرة في الضفة وقعت لأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قررت أنه من الأفضل الاهتمام بحقوق الفلسطينيين بدلاً من الاهتمام بأمن سكان إسرائيل.