قال ضابط كبير في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية إن الهدف التكتيكي لنفق حزب الله، والذي تم اكتشافه في الجليل أول أمس (الثلاثاء)، كان الاستيلاء على جزء من الطريق الرقم 90 وعزل بلدة المطلة الواقعة في منطقة الحدود مع لبنان. ويمتد شارع 90 من المطلة حتى مدينة إيلات في أقصى الجنوب.
وأضاف هذا الضابط، في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس (الأربعاء)، أن عناصر حزب الله قاموا بحفر النفق بوتيرة بطيئة، وأشار إلى أن عملية حفره لجعله قابلاً للاستعمال كانت ستستغرق شهرين.
وتطرق الضابط إلى عملية "الدرع الشمالي" فقال إنها تقتصر على تدمير الأنفاق المتوغلة داخل الأراضي الإسرائيلية فقط. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي بدأ قبل شهرين بنشر أجهزة تكنولوجية في منطقة الحدود مع لبنان تعتمد بشكل أساسي على التنصّت، وشدّد على أن الطبيعة الجبلية للمنطقة سهّلت تنفيذ المهمة أكثر من المناطق الأُخرى. وقال إن اكتشاف مشروع أنفاق حزب الله سيعزز من قوة الردع الإسرائيلية.
وأكد الضابط استعداد الجيش الإسرائيلي لهذه العملية منذ الصيف الفائت، وأن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادي أيزنكوت كان يضغط دائماً لتنفيذ العملية، مشيراً إلى أن تنفيذ العملية كان ممكناً قبل شهرين.
من ناحية أُخرى دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات بحق منظمة حزب الله الإرهابية وتشديد العقوبات المفروضة عليها.
وجاءت هذه الدعوة خلال اتصال هاتفي أجراه نتنياهو مع غوتيريش مساء أمس أكد فيه أن إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى قيام حزب الله بالانتهاك السافر لسيادتها ولقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأضاف أن هذا الانتهاك يندرج في إطار السياسة العدوانية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط.
وأطلع نتنياهو غوتيريش على تفاصيل عملية "الدرع الشمالي" وقال إنه يتوقع أن تندد المنظمة الدولية بشدة بخرق السيادة الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل اليوم (الخميس) طاقم من قوة الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة [اليونيفيل] لتفقد النفق الهجومي الذي اكتشفه الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود الشمالية.
وقام طاقم ضباط من الجيش الإسرائيلي أمس بعرض تفاصيل كشف النفق على قيادة اليونيفيل وممثلين عن الجيش اللبناني.
وفي موسكو قالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن بلادها تأمل بألاّ تنتهك إسرائيل القرارات الدولية في أثناء عملية "الدرع الشمالي" عند منطقة الحدود مع لبنان.
وأضافت زاخاروفا أن روسيا لا تشكك في حق إسرائيل في حماية أمنها، بما في ذلك منع التسلل إلى أراضيها بشكل غير شرعي، لكنها في الوقت عينه تأمل بألا تتناقض الأعمال التي يجري القيام بها لهذا الهدف مع أحكام قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي يحدد قواعد سلوك الطرفين داخل منطقة "الخط الأزرق".
ودعت زاخاروفا كل الأطراف إلى إبداء المسؤولية اللازمة وضبط النفس والامتناع من اتخاذ أي خطوات استفزازية أو تصريحات شديدة اللهجة قد تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر.