ثلاثة أسابيع على إسقاط الطائرة الروسية، من الواضح أن الواقع في الشمال قد تغيّر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • مع أنها لم تعد تحتل العناوين الأولى في الصحف ونشرات الأخبار، يبدو أن الأزمة في الساحة السورية لا تزال بعيدة عن الحل. هناك شيء أساسي تغيّر في الشمال، على الرغم من رسائل التهدئة من القدس. ويوضح مسؤولون إسرائيليون كبار طوال الوقت أن لسلاح الجو حرية العمل في أجواء سورية، وأنه سيعود عند الحاجة ويهاجم أهدافاً عسكرية في أراضي الدولة الجارة. في هذه الأثناء، على الأقل بحسب تقارير إعلامية أجنبية، هذا لم يحدث بعد. ومنذ إسقاط الطائرة الروسية فوق اللاذقية بمضادات جوية سورية في 17 أيلول/سبتمبر، خلال هجوم إسرائيلي، لم يجرِ التبليغ عن قصف جديد.
  • هذا الأسبوع، وفي أجواء احتفالية، جرى تفريغ منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس-300 في قاعدة سلاح الجو الروسي حميميم في شمال سورية، وهذا هو الرد العملي الأول لموسكو على إسقاط الطائرة. وبحسب تقديرات الخبراء، ستمر بضعة أشهر حتى يستطيع الروس تأهيل الطواقم السورية على الاستخدام العملاني المستقل للمنظومة. وأيضاً حينئذ، ليس من الواضح كيف سيكون جهاز الرقابة والتحكم الذي سيقام بين الدولتين على أراضي سورية. وبعد أن انفعلنا من القدرة المفترضة لطياري سلاح الجو على الالتفاف على هذه المنظومات، يجب ألاّ ننسى أن هذا التحدي ليس لعبة أولاد. إن الروس مزوّدون بمنظومة قتال إلكتروني وبمجموعة وسائل أُخرى تقدران على زيادة الصعوبة بالنسبة إلى إسرائيل.
  • إن العقبة الكبرى هي استراتيجية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يحبذ استمرار الهجمات الإسرائيلية بعد سيطرة نظام الأسد على جنوب سورية واستقرار السيطرة على الدولة. ولقد زودته الحادثة الأخيرة بأداة لزيادة الضغط على إسرائيل، وربما أيضاً على إيران وحزب الله، من أجل خلق وضع استراتيجي جديد، يقلص من قوة وتواتر الاحتكاك بين الأطراف.
  • في هذه الأثناء، ذكر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه قبل أسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً المحطة المستهدفة لشحنة السلاح الإيراني التي هوجمت في اللاذقية، والمواقع التي، بحسب إسرائيل، تُركّب فيها منظومات دقيقة للصواريخ والقذائف يقيمها حزب الله تحت الأرض في بيروت. وبعد تمهُّل متعمد مدة ثلاثة أيام، دعت الحكومة اللبنانية دبلوماسيين وصحافيين إلى القيام بجولة على المواقع التي كشف عنها نتنياهو، كي تثبت أنها لا تحتوي على شيء. لم يكن انطباع جميع المشاركين في الجولة كما توقعه اللبنانيون. بعضهم قال في نفسه إن الفترة الزمنية التي مرّت هي، نظرياً، للسماح لحزب الله بإخفاء الأدلة من المواقع. ومواقع هذه المنشآت لم تُخفَ عن عينيْ مراقبين غربيين: بالقرب من المطار الدولي، ومن مدرسة ومستشفى، وحتى بالقرب من نادي الغولف المفضل للمواطنين الأجانب في بيروت.
  • أول أمس، قامت جهة بإرسال رسالة نصية إلى الهواتف الجوالة لعشرات الآلاف من سكان الضاحية الجنوبية في بيروت، وفيها صورة جوية لموقع رابع أقامه حزب الله في قلب المنطقة الآهلة. وقد جرى تحذير السكان من انعكاسات قرب الصواريخ على مساكنهم. بخلاف غزة، لم يسمع في لبنان وسورية أجراس حرب فورية، لكن بالتأكيد هناك حرب نفسية تدور، على عدة مستويات وعدة أقنية تلفزيونية.