إمتحان ترامب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • عُقدت أمس الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية الأزمة مع روسيا التي تعتبر إسرائيل "المسؤولة الحصرية" عن إسقاط الطائرة الروسية في سورية ومقتل 15 شخصاً من طاقمها الروسي. ومن المفترض أن يُعقد لقاء بين نتنياهو والرئيس الأميركي ترامب هذا الصباح، ومن المتوقع أن يتحدث الاثنان عن هذه الأزمة بين موضوعات أُخرى.
  • يظهر عدم تدخل الولايات المتحدة في الساحة السورية وفي المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وروسيا بوضوح على خلفية العلاقات الحميمة التي تربط بين نتنياهو وترامب، والاهتمام الكبير الذي توليه الولايات المتحدة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والجبهة المشتركة والإجماع في الرأي بشأن المسألة الإيرانية. توجد في سورية اليوم قوات أميركية قليلة في شرق سورية وعلى الحدود بين الأردن والعراق، ومصالح إسرائيل الأمنية تحت رحمة الرئيس بوتين "رب البيت" في سورية.
  • لقد طوّر نتنياهو علاقاته ببوتين في السنوات الأخيرة. وتعمل في السنوات الثلاث الأخيرة آلية تنسيق بين إسرائيل وروسيا، وهي التي سمحت لإسرائيل بالقيام بمئات الهجمات في أراضي سورية. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، لم تقتصر العلاقات بين الدولتين على التنسيق الأمني، بل شملت أيضاً خطوات متعددة لمصلحة إسرائيل.
  • لكن على الرغم من تفاخر نتنياهو بعلاقته بالرئيس الروسي، فإن الحادثة الأخيرة تُظهر بوضوح أنها علاقة محدودة الضمان. السرعة التي تبنت فيها روسيا لغة التهديدات (بما في ذلك إعلان نقل منظومة S-300 المقدَّمة للنظام السوري) من جهة، ومن جهة ثانية، السلوك الإسرائيلي الخانع الذي بلغ الذروة مع إرسال قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين للاجتماع بنظيره الروسي وتقديمه شخصياً نتائج التحقيق الذي قام به الجيش الإسرائيلي، يدلان على أنها علاقة لا تستند إلى الثقة وتنطوي على احتمال خطر.
  • في ضوء ذلك، الرد الأميركي على الأزمة مع روسيا وانعكاساتها على المصالح الأمنية الإسرائيلية في سورية هو أول امتحان حقيقي للعلاقات الخاصة بين نتنياهو وترامب. ونتوقع من الولايات المتحدة أن تُظهر حالياً قوة ووجوداً يشكلان ثقلاً موازياً لبوتين، الذي يعتبر نفسه قادراً على أن يملي على إسرائيل خطواتها.
  • في الاجتماع مع ترامب يجب على نتنياهو أن يدفع قدماً بالمصالح الإسرائيلية، الموجهة نحو كبح التمركز الإيراني ومنع انتقال السلاح المتطور إلى حزب الله. ومن شأن التأييد الأميركي لإسرائيل في هذه الموضوعات أن يقوي موقف المساومة الإسرائيلية تجاه الكرملين.