الجيش الإسرائيلي يبتعد عن نموذج جيش الشعب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 • سيل العناوين في الصحف التي تثني على الموساد وعلى الشاباك والجيش الإسرائيلي، يجعل إسرائيل تبدو عشية رأس السنة 5778 أشبه بدولة ثكنة تقريباً. مساء يوم الثلاثاء، وفي الوقت الذي تحدثت وكالات الأنباء عن هجوم آخر لسلاح الجو في سورية، أُغرق مستهلكو وسائط الإعلام الإسرائيلية بتفاصيل زاهية عن نشاطات الجيش ما وراء الحدود، كأن أحداً ما أراد أن يقدم وزناً مضاداً لإنجازات أذرع الأمن الأُخرى. هذه المعلومات، المهمة بحد ذاتها، عن هجمات ضد مواقع إيرانية وعمليات ضد داعش، أبقت في الظل معلومات مهمة أُخرى قدمها الجيش في تلك الساعات. الجيش ينوي القيام بخطوة إضافية تبعده عن النموذج التقليدي لجيش الشعب، ويوصي بتمييز أكبر في مسارات الخدمة العسكرية.
• يظهر الحافز لتغيير السياسة للعيان في القرارات الأخيرة بشأن تقصير الخدمة النظامية للذكور. لقد سبق أن جرى تقصير الخدمة النظامية للذكور أربعة أشهر، فأصبحت سنتين وثمانية أشهر (تخدم النساء سنتين). وفي آذار/المقبل، من المقرر أن تستمع الحكومة إلى رأي وزير الدفاع ورئيس الأركان بشأن تقصير مدة الخدمة شهرين إضافيين للذكور، بدءاً من سنة 2020. في الجيش الإسرائيلي يرون في ذلك خطراً، لكن أيضاً فرصة.
• هيئة الأركان العامة ستوصي بتقصير آخر حتى لو كان ينطوي على تغيّر عميق في نموذج جيش الشعب. في الكرياه [مقر وزارة الدفاع] لا يجرؤون بعد على الحديث بصوت عال عن الانتقال إلى الجيش المهني، على الرغم من أن 67 % فقط من الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية يتجندون اليوم في الجيش. لكن النية هي السماح لمسارات خدمة أطول في مناصب مهنية، منذ بدء التجنّد للخدمة في الجيش، وإلى جانب ذلك توفير تنوع أكثر في طول الخدمة في أدوار أقل حيوية.
• السنونوة الأولى لذلك وصلت في الخطة التي بادر إلى طرحها رئيس الأركان، غادي أيزنكوت، التي يوقّع فيها مقاتلون اتفاقاً على الخدمة مدة ثماني سنوات. بينها سنتان في الدراسة الأكاديمية الجامعية، وخمس في وحدات خاصة (سييرت ميتكال، شيلداغ [وحدة كوماندوس في سلاح الجو]، الكوماندوس البحري، وحدة الإنقاذ بهيتس 669، وحدة عوكتس للكلاب العسكرية). ومع تطبيق التقصير الأول للخدمة، وافقت وزارة المال، في الوقت عينه، على توظيف الآلاف في ملاك الخدمة النظامية لفترة قصيرة، لمدة تترواح بين بضعة أشهر وحتى سنة للمقاتلين في لواء الكوماندوس وفي مناصب قيادية صغيرة في بقية الوحدات النظامية.
• النية هي توسيع هذه الخطة بشكل بارز. وسيُطلب من قادة الفرق في منظومة سلاح المشاة، وقادة الدبابات والمسعفين والموظفين الآخرين، أن يوقّعوا مسبقاً لفترة خدمة نظامية قصيرة. في مقابل ذلك، من المنتظر أن تقصَّر أكثر الخدمة في وظائف إدارية، لتصبح أقل من سنتين وأربعة أشهر. باختصار الفكرة هي: الدولة ستكافىء الذين يخدمون في وظائف مهمة، كي يستغلوا المعرفة التي اكتسبوها. وفي الوقت عينه، ستحرر من الخدمة في وقت أبكر الجنود الذين ترى أن فائدتهم أقل، كي يستطيعوا المضي قدماً بدراساتهم الجامعية وعملهم في السوق.
• يريد الجيش هنا أن يأخذ على عاتقه مجازفة محسوبة، انطلاقاً من الافتراض أن الشبان المتعلمين سيوافقون على توقيع اتفاق على سنوات خدمة إضافية في وظيفه مهمة وذات شأن، حتى لو لم تكن مرتبطة بترقية عسكرية أو بخدمة مهمة في إحدى وحدات النخبة.