الصراع بين إسرائيل وإيران سيستمر خلال السنة العبرية الجديدة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

• وفقاً للتقديرات السائدة في كل من شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"]، وهيئة الأركان العامة للجيش، والموساد، وجهاز الأمن العام ["الشاباك"]، كان وضع إسرائيل الأمني والعسكري في كل الجبهات مستقراً خلال السنة العبرية الحالية التي توشك على الانتهاء. وما تزال إسرائيل الدولة الأعظم والأقوى في منطقة الشرق الأوسط، ولا يتهددها أي خطر جاد، وبالتأكيد لا يتهددها أي خطر وجوديّ.
• لكن لا بُد من القول إنه لم يتم استغلال هذا الاستقرار للدفع قدماً بأي فرص، ولتحسين الوضع السياسي والأمني وتحقيق تسويات مستقرة أكثر في كل من سورية وقطاع غزة.
• لعل الأمر الأكثر إثارة هو أنه خلال السنة ونصف السنة الأخيرتين قام الجيش الإسرائيلي، وأساساً بواسطة سلاح الجو، بشن 202 هجمة ضد أهداف تابعة لإيران وحزب الله في سورية. ويمكن التقدير بأنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية، قبل سبع سنوات ونصف السنة، شن سلاح الجو الإسرائيلي نحو 500 هجمة كهذه.
• تطلق قيادة الجيش الإسرائيلي على ما يحدث في الأراضي السورية صفة معارك بين الحروب، وهي عبارة عن عمليات جراحية موضعية، أحياناً تكون علنية لكنها في معظم الأوقات سريّة، ولا تعلن إسرائيل أي مسؤولية عنها. ويشترك في هذه المعارك سلاح الجو وسلاح البحر ووحدات الاستخبارات المتعددة. ولا تقتصر مثل هذه المعارك/ العمليات على سورية ولبنان، بل تشمل قطاع غزة أيضاً، ويمكن التقدير بأنها تجري في أماكن أخرى. ويتباهى الناطقون بلسان إسرائيل بأنها قادرة على الوصول إلى أي مكان، بما في ذلك إيران، كما دلت على ذلك عملية الموساد التي تم خلالها نقل الأرشيف النووي الإيراني. ونشرت في الماضي تقارير أفادت أن الجيش الإسرائيلي قدم مساعدات للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، وقصف مواقع في السودان، واستعرض عضلاته في عرض البحر الأحمر.
• إذا كان ثمة أمر تثبته العمليات في الأراضي السورية، فهو عمق التعاون والتنسيق العسكري والسياسي بين إسرائيل وروسيا. وما يمكن تقديره هو أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه مهاجمة وتدمير شحنات أسلحة دقيقة من إيران إلى حزب الله، ومخازن أسلحة، ومصانع لإنتاج صواريخ طويلة المدى ومنظومات دفاع جوية، من دون تصديق أو تغاض من جانب الكرملين. وهناك أقاويل تؤكد أن إسرائيل وروسيا (وكذلك نظام الرئيس بشار الأسد) غير معنيين بوجود عسكري إيراني في الأراضي السورية. ومع ذلك، لا بُد من القول إنه حتى الآن لا توجد إشارات قوية إلى أن إيران ستتنازل عن هذا الوجود للمدى الطويل. وما يمكن تقديره هو أن طهران لم تزج بالمئات من مقاتليها، وبنحو 2000 من مقاتلي حزب الله، وبآلاف المقاتلين من الميليشيات الشيعية، فقط من أجل بقاء نظام الأسد. فلقد قامت بذلك كله واستثمرت نحو 17 مليار دولار خلال الحرب كي يكون بإمكانها أيضاً أن تحظى بإقامة هلال شيعي من طهران عبر بغداد إلى سورية ومن هناك إلى لبنان. وبناء على ذلك، من المتوقع أن يستمر الصراع بين إسرائيل وإيران خلال السنة العبرية الجديدة، وقد يختلف لبوسه.
• وبالنسبة إلى قطاع غزة، فإن الوضع الأمني ما يزال هشّاً. ومع أن حركة "حماس" أوقفت إطلاق الصواريخ بعد أكثر من 4 أشهر، فإنها ليست راضية تماماً عن النتائج التي تم الوصول إليها، وهي من ناحية استراتيجية تتطلع لتأهيل قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه من طرف إسرائيل ومصر. ويبدو أن إسرائيل مستعدة لذلك فقط في مقابل إعادة جثتي الجنديين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لديها، في حين أن "حماس" تطالب إسرائيل بالإفراج عن مئات الأسرى من سجونها، وهذا ما ترفضه.
• في ضوء ذلك فإن التقديرات السائدة لدى أجهزة الاستخبارات هي أن خطر استئناف المواجهة العسكرية بين الجانبين [إسرائيل و"حماس"] يظل أقوى من احتمال التوصل إلى اتفاق طويل المدى.