الهدنة في سورية انتهت: التقرير عن مهاجمة قوات إيرانية مؤشر على أن إسرائيل عادت إلى العمل ما وراء الحدود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تبدو سلسلة التقارير الأخيرة من سورية غامضة قليلاً. هناك أولاً تقرير الهجوم الجوي المنسوب إلى إسرائيل في منطقة المطار الدولي في دمشق [في الواقع مطار المزة]، والذي وقع فجر يوم الأحد. النظام السوري الذي اعترف في العامين الأخيرين بتراجع نسبي في الهجمات الإسرائيلية بصورة عامة (أيضاً في الوقت الذي حاولت إسرائيل نفسها المحافظة على الغموض)، ادّعى أن ما جرى ناتج من تماس كهربائي. الانفجارات التي وُصفت بأنها تشبه انفجار مخزن للسلاح، شوهدت وسُمعت جيداً في شتى أنحاء دمشق، لكن بخلاف الهجمات السابقة لم يُوثّق إطلاق نيران من منظومة الدفاعات الجوية السورية لا ضد الطائرات ولا ضد الصواريخ.
  • لكن إذا كان خبر الهجوم الجوي في منطقة دمشق مشكوكاً فيه، فقد انضم إليه يوم أمس (الاثنين) تقرير آخر عن هجوم تعرضت له قافلة تضم قوات إيرانية وميليشيات شيعية جرى قصفها بالقرب من قاعدة أميركية في جيب التنف الواقع جنوب سورية. وبحسب التقرير قُتل في هذا الهجوم ثمانية أشخاص، بينهم مقاتلون إيرانيون وعناصر من الميليشيات. في الماضي نُسبت عمليات قصف جوي استهدفت قوافل في هذه المنطقة إلى إسرائيل وإلى الولايات المتحدة أيضاً. هذا هو الممر الذي تعبره القوافل التي تنقل المقاتلين والعتاد العسكري من إيران إلى العراق ومن هناك إلى سورية ولبنان.
  • الممر البري الذي تحاول إيران تأسيسه في السنتين الأخيرتين من الشرق إلى الغرب، يثير حالياً اهتماماً دولياً أكبر. في الأسبوع الأخير فقط تحدثت وكالة رويترز عن عملية إيرانية لنقل صواريخ متوسطة المدى إلى أراضي العراق، وذلك كمنطقة وسط بين أراضي إيران نفسها ومخازن سلاحها في سورية التي قصفتها إسرائيل في أوقات متقاربة.
  • لقد عاد كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في الأيام الأخيرة إلى الحديث علناً عن الوجود الإيراني في سورية. وعلى خلفية زيارة موفدين أميركيين في إسرائيل ومسؤولين إيرانيين كبار إلى سورية، نُشر مجدداً أن إسرائيل غير راضية بتاتاً عن التسوية التي تبلورت مع روسيا بشأن إبعاد القوات الإيرانية في سورية عن حدودها. صحيح أن موسكو ما تزال متمسكة بوعدها بإبعاد الإيرانيين إلى مسافة 80 كيلومتراً (وبحسب رواية أُخرى إلى مسافة 100 كيلومتر) عن الحدود مع إسرائيل في الجولان، لكن هذا التعهد لا يشمل تعهداً من العاصمة دمشق نفسها.
  • خلاصة التطورات الأخيرة هي: يبدو أن الهدنة القصيرة على الحدود مع سورية انتهت. ما بين شباط/فبراير وتموز/يوليو، وعلى خلفية تصاعد العمليات الإيرانية في سورية، وبعد استعادة النظام السوري سيطرته على الجولان السورية من جديد، وقع عدد كبير من الحوادث جزء منها مرتبط بـ"انزلاق" نيران أو طائرات من سورية إلى أراضي إسرائيل. في الأسابيع الأخيرة وبعد استكمال سيطرة الأسد على جنوب سورية، ساد هدوء نسبي.
  • حالياً يبدو أن إسرائيل تُلمّح إلى أنها عادت إلى العمل كالعادة: تحتفظ إسرائيل بحقها في الرد على كل ما تعتبره خطراً ويمثل أيضاً  في نظرها خرقاً للتفاهمات مع الروس. هذا أيضاً ما قاله يوم أمس ليبرمان، في مقابلة في إطار "مؤتمر المؤثرين" الذي عقدته شبكة حداشوت، وقال إن إسرائيل قادرة على ضرب أي مكان في الشرق الأوسط.