إسرائيل تطلب من القائد الجديد لقوة اليونيفيل زيادة مراقبة نشاطات حزب الله في جنوب لبنان
تاريخ المقال
المصدر
- طلبت إسرائيل من قوة الطوارئ الدولية العاملة في لبنان [اليونيفيل] زيادة مراقبتها لنشاطات حزب الله في جنوب لبنان. وجاء هذا الطلب خلال الاجتماع الذي عقده رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوت، مع القائد الجديد لقوات اليونيفيل في لبنان، الجنرال الإيطالي ستيفانو دل كول، الأسبوع الفائت.
- وقد تسلم دل كول مهمات منصبه الجديد في مطلع الشهر الحالي، وكان هذا الاجتماع هو الأول الذي يعقده مع رئيس هيئة الأركان العامة. وحل دل كول محل الجنرال الإيرلندي مايكل بري، الذي تعرّض لانتقادات حادة من إسرائيل بسبب أداء اليونيفيل تحت قيادته.
- وظهرت هذه الانتقادات إلى العلن خلال الزيارة التي قامت بها سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي إلى المنطقة السنة الفائتة، إذ عارض نائب رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء أفيف كوخافي، أقوال بري الذي ادعى أن الجبهة الشمالية [مع لبنان] هادئة وأن قوة اليونيفيل ليست بحاجة إلى مزيد من الأدوات والصلاحيات. وأكد كوخافي أن اليونيفيل لا تعمل ضد حزب الله في قرى جنوب لبنان ومدنه. ويمكن الافتراض أن أيزنكوت كرر ما قاله كوخافي خلال اجتماعه مع الجنرال الإيطالي.
- لا بد من القول إن إسرائيل قلقة من حقيقة أن قوة اليونيفيل لا تعمل بتاتاً ضد حزب الله في المناطق الآهلة في جنوب لبنان، ونتيجة ذلك تحول أكثر من 200 قرية شيعية هناك إلى مناطق قتال محصنة. ومجرد هذا الأمر يتناقض مع القرار الأممي رقم 1701، الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في إثر انتهاء حرب لبنان الثانية [في صيف 2006] ونص على وجوب قيام قوة اليونيفيل، التي تم تعزيزها بشكل جوهري عقب تلك الحرب، بضمان عدم استغلال أراضي جنوب لبنان لأي نشاطات عدائية مسلحة، فضلاً عن فرض حظر على تسلح حزب الله.
- صحيح أن قوة اليونيفيل حاولت بعد تلك الحرب أن تقيّد نشاط حزب الله، لكن بعد أن لقي 5 جنود إسبان مصرعهم في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من بلدة الخيام، انتقل أفراد القوة إلى العمل في المناطق المفتوحة فقط. وهذا الأمر ألزم حزب الله بتغيير نمط نشاطه، والانتقال إلى العمل داخل القرى والبلدات، كما أنه اضطر إلى إخلاء عدد من المنشآت والمواقع لمصلحة الجيش اللبناني. لكن قوة اليونيفيل لم تنجح - وثمة شك في أنها حاولت - في منع سيطرة حزب الله على جنوب لبنان، ومنع تحويله إلى منطقة قتال مزدحمة.
- وبمرور السنوات حدث أيضاً تأكل معيّن في نشاط اليونيفيل في المناطق المفتوحة. وكشفت إسرائيل النقاب عن أن أفراد حزب الله يعملون على طول منطقة الحدود تحت غطاء منظمة تسمي نفسها "أخضر بلا حدود". ورفضت اليونيفيل هذا الادعاءات، لكن إسرائيل نشرت معلومات استخباراتية تثبت أن هذا النشاط يتم في العلن.
- يأمل المسؤولون في إسرائيل بأن يحدث تغيير في أداء قوة اليونيفيل تحت قيادة الجنرال دل كول. ووفقاً لتجربة الماضي فإن القادة الإيطاليين لقوة اليونيفيل كانوا أكثر نشاطاً وتعاوناً، وقبلوا في كثير من الأحيان موقف إسرائيل، حتى وإن تجنبوا الاحتكاك المباشر بحزب الله خوفاً من سقوط ضحايا.
- ويمكن القول إن أول اختبار للجنرال دل كول سيكون الخلافات القائمة بين إسرائيل ولبنان بشأن خط الحدود في المنطقة التي يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ أعمال هندسية فيها من أجل إقامة جدار بين الدولتين، يهدف إلى وضع عائق أمام إمكان القيام بعمليات مسلحة من لبنان داخل الأراضي الإسرائيلية. وقد ادعى لبنان أن أجزاء من الجدار ستقام في أراضيه، وامتنع الجيش الإسرائيلي من إقامة هذه الأجزاء ريثما يتم استيضاح الأمر، من خلال لجنة ثلاثية يشارك فيها مندوبون من الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني واليونيفيل.
إن إسرائيل معنية باستكمال إقامة الجدار، لكن من دون أن يتسبب ذلك بتفاقم الاحتكاك في الجبهة الشمالية. ومؤخراً جرى إحياء ذكرى مرور 12 سنة على حرب لبنان الثانية على جانبي الحدود، وعلى الرغم من الخطر الآخذ في الازدياد من الجانب الشمالي من الحدود، يبدو أن لدى الطرفين [إسرائيل وحزب الله] مصلحة في الحفاظ على الهدوء، وهذه من المهمات التي يفترض أن تقوم قوة اليونيفيل بدور مركزي فيها.