لماذا لم يحضر زعماء المعسكر الصهيوني التظاهرة ضد قانون القومية؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • "جبناء" تصرخ المقالات التي نُشرت منذ تنظيم لجنة المتابعة العليا للجمهور العربي التظاهرة في ميدان رابين؛ "ديناصورات" تتهمنا رسوم الكاريكاتور. والسؤال الذي طرحه الكتّاب مرات عديدة هو: لماذا لم يحضر زعماء المعسكر الصهيوني التظاهرة؟ الجواب هو: لم نحضر لأننا نؤمن بأن دولة إسرائيل يجب أن تكون دولة يهودية وديمقراطية أيضاً. هذا مزيج ليس بسيطاً. هناك من يدّعي أنه مستحيل، لكن في نظري هو حتمي، مثلما آمن به موقّعو "وثيقة الاستقلال" [وثيقة إقامة دولة إسرائيل]، الذين مثّلوا جميع المجموعات والتيارات التي تألفت منها زعامة الييشوف. هم الذين قرروا في تلك الوثيقة أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، وأنها ستطبق المساواة على جميع مواطنيها.
  • إنني ألتزم بنهجهم، حتى لو كان هناك من يرفض مصطلح المساواة بين جميع المواطنين، مثل حكومة إسرائيل التي رفضت إدخال المصطلح إلى قانون القومية. من جهة أُخرى هناك أطراف، ومع الأسف زعامة اللائحة المشتركة تنتمي إليهم، يجدون صعوبة في قبول تعريف إسرائيل كدولة للأمة اليهودية، حتى لو كان فيها مساواة.
  • نحن نؤمن بجزئيْ المعادلة، وقناعتنا هي: لن نوافق على تخلّي إسرائيل عن أحد جزئيْ هذه المعادلة، سواء كان جزء الدولة اليهودية أو الجزء الذي يضمن المساواة بين جميع المواطنين في إطار ديمقراطي. لا أستطيع ان أؤيد أي صيغة تفضل واحدة من هاتين القيمتين على حساب الأُخرى.
  • يذكّرني اتهامنا بالجبن لعدم حضورنا التظاهرة كثيراً باتهامات الحكومة بأننا لم نؤيد قانون القومية لأننا نعارض إرساء تعريف دولة الشعب اليهودي في الدستور. والمؤسف في الأمر أنه بينما ابتُليت الحكومة باتهام الآخرين، فإن جزءاً من الكتّاب ابتُلي باتهام نفسه.
  • أنا أؤمن بدولتين لشعبين، خطة معناها أن كل دولة تقدم حلاً قومياً لأحد الشعبين. وفي حديث مع زعامة اللائحة المشتركة كررت شرح وجهة نظري هذه. وفي المقابل سأواصل العمل كي يكون في دولة إسرائيل مساواة بين جميع المواطنين، اليهود والعرب، وأيضاً بين الذين يخدمون في الجيش وبين الذين لا يخدمون فيه. من المهم بالنسبة إلي أن أقول بصوت عال: المساواة بين جميع المواطنين ليست مشروطة!
  • ويسألوننا: لماذا أتيتم إلى مظاهرة الدروز ولم تأتوا إلى مظاهرة العرب؟ لقد دعت تظاهرة الدروز إلى المساواة داخل دولة الشعب اليهودي. إن هذا هو نضالنا، ونضال القيم التي من المفترض أن تمثلها إسرائيل. وكرئيسة للمعارضة سأواصل معارضتي كمّ الأفواه ونزع الشرعية عن أي جمهور ووصمه كخائن، سواء كان عضواً في منظمة غير مقبولة من جانب أعضاء المعسكر الصهيوني، أو إذا كان يهودياً يرغب في زيارة أرض الأجداد.
  • إنني أعمل اليوم على تحويل وثيقة الاستقلال إلى قاعدة دستور دولة إسرائيل، كقانون أساس. كنت أود أن تنضم "هآرتس" إلى هذه الدعوة. ويمكن أن يكون هذا في إطار افتتاحية لهيئة التحرير.