يجب تجنيد العالم ضد قانون القومية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • في سنة 1927 نشر جوليان بيندا [فيلسوف وروائي فرنسي 1867 - 1956] كتابه "خيانة المثقفين" الذي تحول بسرعة إلى كتاب كلاسيكي. انتقد فيه الكاتب بشدة المثقفين، وخصوصاً الفرنسيين وأيضاً الألمان وآخرين، الذين منذ قضية دريفوس [الذي اتُّهم في فرنسا بالخيانة في سنة 1895 بسبب ديانته اليهودية] والحرب العالمية الأولى والأزمات التي أعقبتها خانوا مهمتهم: أي الدفاع عن القيم العالمية. في الوقت الذي كانت فيه الفاشية في الحكم في إيطاليا، وكانت ألمانيا عشية انهيار جمهورية الفايمار [الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في الفترة 1919-1933 نتيجة خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى]، بينما في فرنسا كانت تدور معركة تحريض ضد الإرث الليبرالي بلغت ذروتها مع "الثورة الوطنية" لنظام فيشي، الذي كان نظاماً معادياً للسامية.
  • دعوة بيندا قبل 90 عاماً كانت موجهة إلى المثقفين كمبدعين في الثقافة: من كتّاب وفنانين وأساتذة وصحافيين. حالياً تشمل دائرة المثقفين مستهلكي الثقافة أيضاً. المثقف هو كل شخص يعتقد أنه حصّل ثقافة ويرفض أن يقبل كلام الدعاية والديماغوجيا والأكاذيب من دون نقد.
  • هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا أول من يثوروا ضد تدمير المبدأ القائل إن لكل البشر نفس الحقوق في الحرية والمساواة. ومن ينتهك هذا المبدأ يحوّل إسرائيل بصورة رسمية إلى دولة أبرتهايد. ومثل هذه الدولة يجب أن نثور ضدها. انتهت مرحلة التحليل، وقيل كل شيء عن قانون القومية، والآن حان الوقت لتحضير أدوات النضال واستخدامها.
  • لهذا النضال جبهتان: في الجبهة الداخلية، يجب على كل فرد، وكل جماعة، وكل منظمة، وكل حزب، وكل من يعلم حقيقة أن القانون يغيّر وجه إسرائيل، أن يتجند لاحتجاج واسع وشجاع وعلني. لو كنا حقاً مجتمعاً منفتحاً، يؤمن بقيم إنسانية، لكنا شاهدنا ثورة شاملة بدءاً من الجامعات والكليات والأكاديمية الوطنية للعلوم، مروراً بنقابات الأساتذة ولجان الأهل، وصولاً إلى حركات الشباب. لو كان الموضوع يشتعل في داخلنا لكانت أيضاً ساحة رابين امتلأت بالمتظاهرين منذ وقت طويل.
  • هنا يجب أن يُقال إنه عندما تدمّر القيم العالمية الأساسية، التي تشكل روح الحياة الجماعية، لا تعود الحواجز العادية وقواعد الانضباط الذاتي التقليدية ذات أهمية. لا يجوز أن تغلق المؤسسات الأكاديمية الباب على نفسها، لأنها ليست موجودة فقط من أجل تقديم العلم، بل أيضاً للنضال من أجل مستقبل هذا البلد. ليست الأكاديمية الوطنية للعلوم موجودة فقط كنوع من منزل لوردات ينشر تقارير سنوية عن وضع العلم، بل أيضاً من أجل النضال لبلورة صورة المجتمع. كان يجب على الجمعيات الإسرائيلية للعلوم الاجتماعية والإنسانية أن تكون أول من يجتمع للتعبير عن احتجاجها، وأن تطلب دعم الجمعيات الدولية نظيراتها.
  • علمتنا التجربة أن اليمين لا يعترف بقواعد لعبة بل بالقوة فقط. وقانون القومية هو استخدام فظ للقوة من أجل حرمان مَنْ ليس يهودياً حقوقه. لذا فهو غير شرعي ويجب محاربته. وكل شخص من معارضي قانون الأبرتهايد لديه اتصالات في الخارج يجب عليه أن يستخدمها من أجل دق ناقوس الخطر. في الجبهة الدولية أيضاً المطلوب توظيف فوري للطاقة والوسائل: يجب الكتابة في الصحف والظهور في وسائل الإعلام في الخارج، وعقد الندوات المفتوحة أمام الجمهور في بروكسيل وفي عواصم دول الاتحاد الأوروبي، وطبعاً القيام بنشاط مكثف في الجامعات. ينتظر العالم من الأشخاص المعروفين في العالم استغلال شهرتهم من أجل  المصلحة العامة وليس من أجل المصلحة الشخصية فقط.