الرسالة التي بعثتها السعودية إلى ترامب تشكل ضربة مميتة لخطة السلام
تاريخ المقال
المصدر
- هذا على ما يبدو نهاية خطة السلام. ليس من المتوقع صدور أي بيان رسمي، ويبدو أن فرصة الحل السياسي للنزاع قد ماتت. وهذا ليس فقط بسبب الرفض العنيد لمحمود عباس، الزعيم الفلسطيني المتقدم في السن والمريض الذي يرفض خطة الرئيس ترامب للسلام. وليس بسبب الزعامة الفلسطينية التي عفا عليها الزمن، والمنفصلة عن الواقع، والمخلصة بصورة مرضية لمبدأ يجب عدم تضييع فرصة من أجل تضييع الفرصة، وتستبعد أي فرصة للدفع بحل سياسي للنزاع. إن الذي يقوّض ويقضي فعلياً على الأمل بتحقيق حلم ترامب في "صفقة القرن" هو السعودية، الدولة العربية المركزية التي يفخر ترامب بصداقتها ويتباهى بها.
- الخبر الذي نشرته بالأمس وكالة رويترز، والذي جاء فيه أن السعودية بعثت برسالة إلى البيت الأبيض تقول فيها إنها غير قادرة على تأييد خطة الرئيس للسلام، هي عملياً ضربة مميتة للخطة. وبحسب البيان، فقد شرحت السعودية معارضتها خطة السلام للدول العربية.
- يدعم ذلك تقرير طويل نشرته في عدد يوم الأحد صحيفة "النيويورك تايمز". بحسب الصحيفة، خطة الرئيس التي أوكلت إلى جاريد كوشنير وجيمس غرينبلات " مستنقع موحل" وفرص الدفع بها قدماً ضعيفة، بسبب سياسة ترامب المؤيدة لإسرائيل، التي أغضبت الفلسطينيين وزادت الشك الموجود أصلاً حيال التوصل إلى اتفاق سلام".
- دبلوماسيون في مركز الأمم المتحدة يتحدثون منذ وقت عن ابتعاد السعودية ومصر والأردن عن تأييد خطة السلام. نتيجة هذا التطور أعلن كوشنير وغرينبلات إلغاء خطة المساعدة لقطاع غزة التي أعدتها الإدارة الأميركية كمقدمة لخطة السلام.
- في رأي دبلوماسي غربي رفيع المستوى "الخطأ الاستراتيجي الذي ارتبكه البيت الأبيض، والذي قوّض منذ البداية فرصة حقيقية لنجاح خطة السلام هو أنها مبادرة جوهرها اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة. والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، عبّرا عن وجهة النظر هذه، وأضيف إليها مؤخراً اكتشاف موفديْ الرئيس كوشنير وغرينبلات استحالة تجاهل الجانب الفلسطيني. لكن هذا جاء متأخراً جداً، ولم يقدّر الاثنان قوة تباهي السعودية بصفتها المدافعة عن مكانة القدس".
- بالنسبة إلى إسرائيل، وخصوصاً إلى اليمين، ما سيتذكرونه من الخطة هو أن من "قتل" خطة السلام ليست إسرائيل بل العرب.