قالت قيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل إنها ستستمر في إجراء حوار مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن خطة عرضها عليهم لحلّ الأزمة التي نشبت بين الجانبين في إثر سن "قانون القومية" الإسرائيلي، يوم 19 تموز/ يوليو الفائت.
وأضافت هذه القيادة، في ختام اجتماع عقدته في قرية كفر ياسيف في الجليل الليلة الماضية، أنها لا تنوي سحب طلب الالتماس ضد القانون الذي قدمه ثلاثة أعضاء كنيست دروز إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، ولن تقوم بإلغاء الدعوة إلى إقامة تظاهرة جماهيرية للسكان الدروز ومناصريهم ضد القانون في تل أبيب مساء غد (السبت).
وتنص الخطة المقترحة من جانب نتنياهو على سن قانون خاص ذي 3 بنود، يحدّد الأول مكانة الطائفة الدرزية في إسرائيل ويقدّر مساهمتها في أمن الدولة، كما ينص على تعزيز مؤسسات الطائفة في مجالات الدين والتربية والثقافة، وعلى إيجاد حلول للبناء السكني، بما في ذلك إقامة بلدات درزية جديدة بحسب الحاجة. ويكفل البند الثاني منح فوائد لأبناء الأقليات من كل الديانات والطوائف، الذين يخدمون في أجهزة الأمن الإسرائيلية. أما البند الأخير فتعترف إسرائيل بموجبه بمساهمة المشاركين في الدفاع عنها.
وإلى جانب هذه الخطة، اتُفق أيضاً على إقامة لجنة وزارية يرأسها نتنياهو بنفسه، تكون مهمتها متابعة تنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع.
وتعهد نتنياهو بالعمل على سن هذا القانون فور عودة الكنيست إلى العمل في دورته الشتوية القريبة، يوم 22 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، على أن ينتهي من سنّه في غضون 45 يوماً.
وجاء اقتراح هذه الخطة في ختام عمل طاقم شكّله نتنياهو، برئاسة مدير ديوان رئاسة الحكومة يوآف هوروفيتس، وضم الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، ووزيري السياحة ياريف ليفين، والاتصالات أيوب قرا، من حزب الليكود. وقرا هو وزير درزي، صوّت لمصلحة "قانون القومية" المرفوض من طرف طائفته.
من ناحية أُخرى أعلن الطبيب الدرزي الرائد احتياط صفا مشهور، المتطوع في "الفرقة 91" في الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، توقّفه عن التطوع بسبب "قانون القومية".
وقال مشهور إنه يشعر بأن القانون أساء للمواطنين غير اليهود في إسرائيل، وأكد أنه سيستمر في النضال ضد القانون لتعديله.
وقال رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين إن إسرائيل هي دولة يهودية وديمقراطية على حد سواء، وأكد أن قيمها محفورة في وثيقة الاستقلال، وفي القيم الأساسية للجيش الإسرائيلي، وأشار إلى أن المساواة هي قيمة مقدسة، وهكذا يجب أن تبقى.
وأضاف ريفلين، في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم تخريج دورة ضباط بحريين أُقيمت في حيفا أمس (الأربعاء)، أن النقاشات بشأن "قانون القومية" حتى وإن كانت حامية الوطيس يجب أن تظل خارج الجيش.
وألقى نتنياهو كلمة في هذه المراسم، إلاّ إنه تجاهل الضجة التي أثارها هذا القانون، وركّز على التهديد الإيراني.