من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يوم الأحد من المفروض أن تخرجي أخيراً من السجن مع والدتك. ربما من الأفضل ألاّ نذكر الشرّ فيقع - فالشاباك يمكن أن يصدر أمراً بالاعتقال الإداري ضدك. وقد قرر قبل بضعة أسابيع أنك ما تزالين تشكلين "احتمالاً خطراً"، لكن من المسموح به أن نأمل بأنك بعد 3 أيام ستكونين وأمك حرّتين وستعودان إلى منزلكما.
•ومن المسموح به أن نأمل أيضاً بأن الخطر المحتمل الذي تشكلينه لم يتلاش خلال الأشهر الطويلة في الأسر منذ الشتاء، وأنكِ ما تزالين خطراً على الاحتلال ولن تتوقفي عن معارضته على طريقتك. وبحسب معرفتي بعائلتك، التي تصفها الدعاية الإسرائيلية بـ"عائلة الإرهاب" و"عائلة القتلة"، أعلم أن هذا لا يمكن أن يحدث. وأن روحك لن تنكسر. "و"خطورتك" لن تتلاشى.
•ثمانية أشهر كنت مسجونة ووالدتك من دون أن ترتكبا ذنباً غير المقاومة الطبيعية والمحقة للاحتلال الذي اقتحم ساحة منزلكما. لقد ضربتِ جندياً مسلحاً ومحصناً بيديك العاريتين، بمقدار ما تستطيع فتاة في الـسادسة عشرة من عمرها تستطيع أن تضرب بيديها جندياً مسلحاً ومحصناً، وصورت والدتك ذلك. هذه هي جريمتكما. في الاحتلال الجنود فقط يُسمح لهم بالضرب. لقد فعلتِ ما يفعله أي إنسان شجاع يعيش تحت الاحتلال، لقد صفعتِه. الاحتلال يستحق أكثر من ذلك. حدث هذا بعد أن أطلق الجنود النيران على رأس ابن عمك، محمد التميمي ابن الخامسة عشرة من العمر في الشارع المؤدي إلى منزلك، وهو الآن يعيش بنصف جمجمة. يجب أن تعلمي أنهم اعتقلوه من جديد على الرغم من إعاقته، ثم أطلقوا سراحه. شقيقك أيضاً اعتُقل ثم أُطلق سراحه.
•بلدة النبي صالح تنتظر عودة ابنتها. وباسم ينتظر ناريمان وعهد. هناك إسرائيليون أيضاً ينتظرون إطلاق سراحهما. في الأسبوع الماضي وقع حادث آخر من حوادث مقاومة قوات الاحتلال: شبان رشقوا الشرطة وحرس الحدود بالحجارة وجرحوا رجالاً، وشرطية نُقلت إلى المستشفى. الحجر يمكن أن يقتل، وتوجد سياسة جديدة أكثر تشدداً حيال راشقي الحجارة. لقد جرى توقيف ثلاثة شبان، لكن أُطلق سراحهم بسرعة البرق. لقد كانوا من مستوطني يتزهار. عهد لم تجرح أحداً ومع ذلك أمضت 8 أشهر في السجن. كلا، لا يوجد أبرتهايد في المناطق [المحتلة].
•سيُطلق سراح عهد يوم الأحد لتواجه واقعاً جديداً هو تحوُّلها إلى أيقونة. في الوقت الذي كانت في السجن، انتفضت غزة ودفعت الثمن أكثر من 160 من أبنائها قُتلوا على يد القناصة الإسرائيليين. عشرات آخرين أصبحوا معاقين، جزء منهم لأن إسرائيل منعتهم من الحصول على معالجة طبية مناسبة.
•عندما كانت عهد في السجن، غرقت الضفة الغربية في كسل العطلة الصيفية، وانشغلت بانشقاقات ونزاعات داخلية. الضفة الغربية بحاجة إلى عهد. المقاومة بحاجة إلى عهد. ليس لأن في استطاعة شابة واحدة أن تغيّر، بل لأن جيل عهد بحاجة إلى أن يكون الجيل المقبل للمقاومة. الجيل الذي سبقه خسر. أبناؤه قُتلوا وجُرحوا وسُجنوا وتعبوا وتعرضوا للنفي أو أصبحوا بورجوازيين.
•نعم. يمكن أن تكون إسرائيلياً وأن تؤيد المقاومين الفلسطينيين للاحتلال من أمثال عهد التميمي، وتتمنى نجاحهم. في الواقع يجب على المرء أن يفعل ذلك. بيديها العاريتين ومظهرها المؤثر عهد التميمي هي الأمل بالمستقبل، وهي الملهمة للآخرين.
•جاء في رأي الشاباك الذي عارض إطلاق سراح عهد في وقت مبكر "الكلام الذي تقوله يدل على الأيديولوجيا المتطرفة التي تؤمن بها، وبالإضافة إلى الوضع الأمني... وكلاهما يشيران إلى خطر محتمل إذا أُطلق سراحها في وقت مبكر". مرت أشهر، لم يكن الشاباك يعتقد أن عهد غيّرت أيديولوجيتها بسبب أشهر إضافية في السجن، ويأمل المرء أن يكون لأنه من دون ذلك لن يطلق سراحها. لكن الشاباك يعلم أيضاً، أنه باستثناء الإساءة والانتقام وإرضاء الرأي العام الإسرائيلي ومحاولة يائسة للقمع بالقوة، لم يكن هناك أي مبرر لسجن هذه الفتاة من النبي صالح. كما يعلم الشاباك أيضاً أن أيديولوجيتها "المتطرفة" هي أيديولوجيا كل شخص يعيش تحت الاحتلال.
•الآن يجب أن نقول لعهد: ما فعلته كان مجدياً واصلي مقاومة الاحتلال. واصلي المشاركة في كل يوم جمعة في تظاهرات قريتك الشجاعة، واصلي "التحريض" وإدانة الاحتلال وتوثيق جرائمه. واصلي صفعه، إذا غزا ساحة بيتك مرة أُخرى، أو أطلق النار على رأس أحد أبناء عمك.