آخر الأحداث الأمنية في الجبهتين الجنوبية والشمالية تثبت مدى هشاشة الوضع القائم فيهما
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•يثبت الكم الكبير للأحداث الأمنية التي وقعت في الجبهتين الجنوبية [مع قطاع غزة] والشمالية [مع سورية] خلال الأيام القليلة الفائتة مدى هشاشة الوضع القائم في هاتين الجبهتين.

•في الظاهر فإن الحادثتين اللتين وقعتا أمس (الأربعاء) لم تكونا ناجمتين عن نشاط الجهة التي تُعتبر صاحبة السيادة في الجبهتين. ففي قطاع غزة، ووفقاً لادعاءات الجيش الإسرائيلي، تم إطلاق النار في اتجاه قوة عسكرية إسرائيلية تابعة للواء غفعاتي [والذي تسبّب بإصابة ضابط إسرائيلي بجروح متوسطة] من جانب أحد الفصائل المارقة وليس من جانب حركة "حماس". وفي الجبهة الشمالية فإن تنظيم "داعش" هو من يقف وراء إطلاق قذيفتين صاروخيتين سقطتا في محيط منطقة بحيرة طبرية، وليس جيش الرئيس السوري بشار الأسد.

•مع ذلك ما يزال الموقف في إسرائيل هو مطالبة كل من الجانبين صاحبي السيادة ["حماس" والجيش السوري] بتحمّل المسؤولية، وكذلك بتدفيع الجهتين المارقتين ثمن فعلتهما، كي تفهما أنه لا يمكن المرور مرور الكرام على أحداث من هذا القبيل. 

•بناء على ذلك، قام الجيش الإسرائيلي فوراً بمهاجمة أهداف تابعة لـ"حماس" في غزة، وبمهاجمة المنصة التي أُطلقت منها القذيفتان في عمق الأراضي السورية، بالإضافة إلى مهاجمة أهداف أُخرى لـ"داعش"، وليس لجيش النظام.

•من ناحية عملانية ثمة دروس يجب استخلاصها من حادثتي يوم أمس. فحادثة إطلاق الرصاص على عسكري إسرائيلي في منطقة الحدود مع القطاع شبيهة بالحادثة التي وقعت هناك يوم الجمعة الفائت، وقام خلالها قناص من حركة "حماس" بإطلاق الرصاص على ضابط إسرائيلي وتسبّب بقتله. وهذا يعني أنها محاولة من جانب فصيل مارق لمحاكاة ما تقوم به تلك الحركة. وبالتالي يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يدرس كيفية الردّ على نيران قناصة من دون أن يكون جنوده عرضة للقنص. ويبدو أن ردة الفعل العسكرية الإسرائيلية الواسعة ضد أهداف تابعة لـ"حماس" تنطوي على رسالة فحواها أن إسرائيل تعتبر الحركة مسؤولة عن السيطرة على مصادر إطلاق النار من القطاع بشكل كامل. 

•ووفقاً للمشاورات التي أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"] أمس، ما تزال التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن امتناع "حماس" من الردّ على هجوم أمس يثبت أنها غير معنية بالتصعيد.  

 

•أما فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، فإن الدرس الأهم الذي يجب استخلاصه مرتبط بمنظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، التي فشلت في أداء مهماتها للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع. ففي يوم الاثنين الفائت تم لأول مرة تشغيل منظومة "مقلاع داود" [المضادة للصواريخ المتوسطة المدى] ضد صاروخين انطلقا من سورية ولم تفلح في إصابتهما، على الرغم من أنهما في نهاية المطاف لم يخترقا إسرائيل وسقطا في الأراضي السورية. ويوم أمس لم تنجح منظومات الدفاع الجوية في الردّ على إطلاق قذيفتين من سورية في اتجاه بحيرة طبرية. ولا شك في أن الجيش الإسرائيلي مطالَب بالتحقيق في هذه الحادثة إلى جانب التحقيق الذي بدأ لتقصي وقائع الإخفاق الذي كان من نصيب منظومة "مقلاع داود".