إطلاق صاروخيْ منظومة "مقلاع داود" أتاح فرصة اختبار هذه المنظومة في ظروف معركة حقيقية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•لا شك في أن لحظات رعب مرّت على سكان المستوطنات الشمالية أمس (الاثنين) مع إطلاق صافرات إنذار وسماع أصوات انفجارات. وفقط بعد ساعة من إطلاق الصافرات اتضح السبب، وهو قيام سورية بإطلاق صاروخين بالستييين في إطار الحرب الداخلية الدائرة فيها، ونظراً إلى خشية قيادة الجيش الإسرائيلي من احتمال سقوطهما في الأراضي الإسرائيلية قررت إطلاق صاروخين لاعتراضهما.

•ويدور الحديث حول صاروخين سوريين متوسطيْ المدى من طراز SS-21 من صنع روسيا.  وهذا الطراز من الصواريخ يصل مداه إلى ما بين 75- 120 كيلومتراً، ويستطيع حمل مواد متفجرة بزنة 500 كيلوغرام، ويعتبر من الصواريخ المتقدمة التي تحوزها ترسانة الصواريخ السورية، ويمكن أن يتسبّب بوقوع دمار كبير.  

•وبموجب التقديرات السائدة في قيادة الجيش الإسرائيلي، فإن الجيش السوري أطلق هذين الصاروخين في اتجاه مواقع تابعة للمتمردين في جيب "داعش" القائم في مثلث الحدود بين إسرائيل والأردن وسورية، وخشيت منظومات الدفاع الجوي في إسرائيل من سقوطهما في شمال البلد. ولذا تقرر عدم المجازفة ومحاولة اعتراض الصاروخين بواسطة صاروخين من منظومة "مقلاع داود" ("العصا السحرية") التي أصبحت منظومة عملانية منذ 3 أشهر فقط. 

•وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأنه تم استخدام هذه المنظومة بصورة عملانية. وثمة احتمال أيضاً بأن يكون الجيش السوري أطلق الصاروخين كمناورة تهدف إلى فحص مدى يقظة منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

•في نهاية الأمر سقط الصاروخان السوريان في الأراضي السورية، على بُعد كيلومتر واحد من منطقة الحدود مع إسرائيل، لذا لم يتمكنا من القيام بأي تماس مع صاروخي العدو. وتم تفجير أحد الصاروخين الإسرائيلييين بشكل ذاتي فوق بحيرة طبرية وسقطت شظاياه في إسرائيل، ولم يتضح بعد ماذا حلّ بالصاروخ الثاني. 

•و"مقلاع داود" هي منظومة لاعتراض صواريخ بالستية متوسطة المدى، طورتها شركة "رافائيل" الإسرائيلية بالتعاون مع شركة "ريثيون" الأميركية، وجرى تمويلها من أموال المساعدات الأميركية وميزانية الشركة الأميركية. ويبلغ مدى اعتراضها نحو 200 كيلومتر، وتشكل منظومة دفاع ثانية، متوسطة، وتقع تحتها منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ القصيرة المدى، التي يصل مداها إلى 70 كيلومتراً، لكنها تواجه صعوبات في اعتراض القذائف الصاروخية. وفوق هاتين المنظومتين هناك منظومة "حيتس" المضادة للصواريخ البعيدة المدى.

•ويبلغ سعر كل صاروخ من منظومة "مقلاع داود" مليون دولار، وهو ما يعني أن إطلاق الصاروخين أمس كلّف الخزينة العامة مليوني دولار. مع ذلك فإن قرار إطلاق الصاروخين أتاح فرصة لفحص قدرة هذا الطراز من الصواريخ في ظروف معركة حقيقية.