قام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس (الإثنين)، بزيارة إلى عدد من المستوطنات المتاخمة لمنطقة الحدود مع قطاع غزة، التي شهدت إطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون خلال نهاية الأسبوع الفائت بالإضافة إلى تعرضها منذ نحو 4 أشهر لمئات الحرائق الناجمة عن طائرات ورقية وبالونات حارقة يقوم بإطلاقها فلسطينيون من القطاع، أكد خلالها أن إسرائيل في خضم حالة مواجهة طويلة مع حركة "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية.
وقال نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن عمليات القصف التي نفذها الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في نهاية الأسبوع لن تكون الكلمة الأخيرة في العنف المتواصل، وأكد أن إسرائيل لن توافق على أي شكل من أشكال وقف إطلاق النار ما دام الفلسطينيون مستمرين في إطلاق أجسام حارقة عبر الحدود لإشعال حرائق في الأراضي الإسرائيلية.
وكرّر نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي عمل بقوة هائلة في نهاية الأسبوع ضد حركة "حماس"، ووجّه إليها أقوى ضربة عسكرية منذ عملية "الجرف الصامد" في صيف 2014. لكنه في الوقت عينه أضاف: "أنا لا أقول لأحد إن المسألة انتهت قبل يومين".
وقال نتنياهو: "علينا أن نكون مستعدين لمواجهة أمنية طويلة. هناك تبادل للضربات، ولن ينتهي الأمر بضربة واحدة". وأضاف: "بالنسبة إلينا لا يوجد هنا شيء يُسمى اتفاقاً لوقف إطلاق النار لا يشمل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة".
وأعرب رئيس الحكومة عن ثقته بأن إسرائيل ستنجح في القضاء على هذا التهديد. وقال: "مثلما نقوم الآن باستكمال كبح تهديد الأنفاق الهجومية، ومثلما عملنا بنجاح على وقف الهجمات الجماعية على السياج الحدودي، أصدرنا تعليماتنا إلى الجيش الإسرائيلي بهزيمة ووقف إرهاب الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة".
وجاءت زيارة رئيس الحكومة هذه بعد نهاية أسبوع قامت خلالها حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أُخرى بإطلاق نحو 200 صاروخ في اتجاه إسرائيل. وفي مدينة سديروت أصيب ثلاثة مستوطنين بجروح متوسطة عندما أصاب صاروخ منزلاً يوم السبت الفائت. وردّت إسرائيل بشن عشرات الغارات الجوية على أهداف تابعة لـ"حماس"، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل فتيين، وإصابة أكثر من 20 شخصاً آخر بجروح.
وتعرضت الحكومة وقيادة الجيش لضغوط محلية مكثفة لتصعيد الردّ لإحباط ظاهرة البالونات والطائرات الورقية، ولعدم الاكتفاء بإطلاق طلقات تحذيرية في اتجاه خلايا تقوم بإطلاق الطائرات الورقية والبالونات. وطالب عدد من الوزراء والمسؤولين في مستوطنات المنطقة الجنوبية بالتعامل مع الطائرات الورقية كما يتم التعامل مع الصواريخ والقذائف الصاروخية. وعلى ما يبدو تسببت هذه الضغوط بقيام الجيش الإسرائيلي، أول أمس (الأحد)، بشن 3 غارات جوية نفذتها طائرات مسيّرة ضد فلسطينيين أطلقوا طائرات ورقية وبالونات حارقة في اتجاه جنوب إسرائيل، وهو ما أسفر عن إصابة 3 منهم.