•تبدو التوقعات لدى طاقم السلام الخاص بالرئيس دونالد ترامب بشأن "صفقة القرن" منخفضة في ختام جولة المحادثات في الشرق الأوسط، التي أجراها المبعوثان الخاصان جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، الأسبوع الفائت، إذ تولد لديهما الانطباع أن فرص نجاح هذه الخطة، التي يعملان للدفع بها قدماً منذ سنة ونصف السنة، ضئيلة جداً.
•هذا ما أفادت به ثلاثة مصادر مطلعة على ما قاله المبعوثان خلال اللقاءات المتعددة التي عقداها. والسبب الرئيسي لهذه التوقعات المتدنية هو المقاطعة التامة التي يفرضها الفلسطينيون على الإدارة الأميركية، بما في ذلك على العملية التي يقودها كوشنر وغرينبلات أيضاً.
•على هذه الخلفية تساءل المبعوثان عمّا إذا كان ثمة جدوى من نشر الخطة في الظروف الحالية. وقالا لمحاوريهما أيضاً إن عليهما إدخال بعض التعديلات على الخطة، في إثر ما سمعاه من الأطراف المتعددة. وبحسب ما قالت هذه المصادر، فإن جزءاً جدياً من الخطة التي تعكف الإدارة على صوغها يعالج مسائل التطوير الاقتصادي لدى الفلسطينيين، وليس الجانب السياسي فقط.
•واصطدم المبعوثان، خلال جولتهما الأخيرة في دول المنطقة، بعقبة أخرى تتمثل في معارضة بعض الزعماء العرب، على الأقل، إمكان عرض الخطة "من فوق رأس" الفلسطينيين. وكان الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، الذي زار واشنطن هذا الأسبوع، الأكثر حدة في التعبير عن هذا الموقف. ففي أحد لقاءاته في العاصمة الأميركية، قال إن نشر الخطة الأميركية من دون تعاون من جانب الفلسطينيين سيكون "كارثة"، على حد تعبيره.
•يُشار إلى أن المحادثات التي أجراها كوشنر وغرينبلات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، نهاية الأسبوع الفائت، خُصصت ـ بأغلبيتها الساحقة ـ للبحث في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تحديداً وفي الوضع الاقتصادي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، بينما كان البحث في خطة السلام مقتضباً جداً نسبياً.
•وعلى الرغم من الصعاب، أشار المبعوثان إلى أنهما لا يزالان مصممين على عرض الخطة، وإن يكن التوقيت غير واضح حتى الآن. حتى أن صهر الرئيس ترامب، كوشنر، قال في مقابلة مع صحيفة "القدس" مطلع الأسبوع الفائت، إنه إذا لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات فستعمد الولايات المتحدة إلى "جعل الخطة علنية".
•لكن الحدثين الدوليين المركزيين اللذين يشغلان الرئيس ترامب وإدارته الآن وخلال الأسابيع القريبة هما مؤتمر زعماء دول حلف شمال الأطلسي [الناتو] في بروكسل بعد أسبوعين، ثم لقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فنلندا. وبعدهما من المتبع أن تخرج الإدارة الأميركية إلى عطلة خلال شهر آب/ أغسطس، وتليها مباشرة الأعياد اليهودية.