زمام المبادرة في منطقة الحدود مع غزة انتقل إلى "حماس"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•قبل أسبوع واحد بالضبط من الذكرى السنوية الرابعة لبدء عملية "الجرف الصامد" العسكرية في قطاع غزة، يمكن القول بالاستناد إلى كثير من الوقائع إن حركة "حماس" نجحت في قلب المعادلة في مقابل إسرائيل لا على مستوى التصريحات فحسب، بل أيضاً على مستوى الأفعال. 

•إن الردع القوي، الذي حققه الجيش الإسرائيلي عقب عملية "الجرف الصامد"، صمد مدة 3 سنوات و10 أشهر فقط، وعلى مدار الشهرين الأخيرين فإن "حماس" هي التي تقرر القواعد في الميدان، فهي تهدد وأيضاً تنفّذ، في حين أن إسرائيل تضطر إلى الانجرار وراءها.

•قبل أسبوع، وبعد أن هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافاً قال إنها متعلقة بـ"إرهاب الطائرات الورقية"، أعلنت "حماس" معادلة جديدة، سيتم بموجبها الرد على النار بالنار، وفعلاً ردت بإطلاق صلية من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. في المقابل وعد المسؤولون في إسرائيل بعدم تنفيذ مثل هذه المعادلة، وبأن الرد سيكون حازماً، لكن مثل هذا الرد لم يأت طبعاً.

•وبذلك انتقل زمام المبادرة إلى "حماس"، التي ما انفكت تشد الحبل حيال إسرائيل حتى أقصاه، وتواصل إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، التي تتسبب بإحراق آلاف الدونمات في أراضي مستوطنات غلاف غزة، ومحاولات التسلل عبر السياج الأمني الحدودي. وفي ليلة الثلاثاء الفائتة حين رد الجيش الإسرائيلي بأدنى حد يمكن تصوّره، كانت "حماس" هي التي رسمت حدود الجبهة. ما الذي حدث ليلة الثلاثاء؟ أطلق الجيش الإسرائيلي النار على سيارة فارغة لناشط في جهاز إطلاق الطائرات الورقية من دون وقوع إصابات على نحو مقصود، فردّت "حماس" بإطلاق 12 صاروخاً على طول منطقة الحدود بشكل مدروس ومنظّم. وبذا أثبتت مرة أُخرى أنها تقف وراء تصريحاتها، وتحافظ على مبدأ تدفيع إسرائيل ثمن أي عملية إطلاق نار ضد غزة.

•ولا شك في أن الحديث يدور حول تغيير جوهري للمعادلة القائمة خلال السنوات الأخيرة، إذ كان الجيش الإسرائيلي يعرف في الماضي كيف يتعامل مع أحداث لم تحافظ فيها "حماس" على التهدئة. أمّا القيادة السياسية فمثلها مثل الجيش الإسرائيلي تحرص على الحفاظ على سياسة دعائية إشكالية، وبموجبها إسرائيل غير معنية بمواجهة في غزة، و"حماس" تستبطن ذلك وتردّ بشكل يتلاءم معه، وبما يضمن تطبيق معادلة القصف سيُواجَه بالقصف. 

 

•إذا لم تتغير السياسة التصريحية وكذلك العملية، ستجد إسرائيل نفسها منجرّة إلى مواجهة مع غزة في ظروف أقل راحة، من دون عنصر المفاجأة، ومن دون ضربة الاستهلال الاستراتيجية التي نفذتها خلال عمليتي "الرصاص المسبوك" [2008- 2009] و"عمود السحاب" [2012].