•لا بد من التسجيل أن تصعيد الأوضاع الأمنية في منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة يحدث في الوقت الذي تصل المعركة الإسرائيلية لإبعاد الإيرانيين عن سورية إلى مرحلة الحسم. ووفقاً للمصادر الأميركية، عملت إسرائيل هذا الأسبوع بعيداً عن هنا، في منطقة الحدود بين سورية والعراق [البوكمال]، ضد ترسيخ مسار بري جديد لتهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان وسورية. وأبدى سكان المنطقة الشمالية استعدادهم للقسم بأنه ما عدا هذا الهجوم شهد الأسبوع الحالي عدة هجمات إسرائيلية أُخرى لم تُنشر أي تقارير إعلامية بشأنها.
•وبموجب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة، يستعد الرئيس السوري بشار الأسد لشن هجوم يهدف إلى استعادة سيطرته على منطقتي حوران والقسم السوري من هضبة الجولان. وخلال السنوات الأخيرة أقيم تعاون مدهش بين إسرائيل وسكان القرى في القسم السوري من الجولان. وبناء على ذلك فإن عودة الأسد إلى منطقة الحدود لا تحمل أي بشائر، لكن يبدو أنها عودة حتمية.
•إزاء ذلك يتعين على إسرائيل أن تتأكد، وإذا احتاج الأمر حتى بواسطة القوة، أن الأسد سيعود بمفرده ومن دون أي ملحقات إيرانية أو لبنانية. هذه هي معركتنا الاستراتيجية القريبة، والتي يؤدي التصعيد في منطقة الحدود مع قطاع غزة إلى صرف الأنظار عنها.
•ومع أن الشخص الذي يقود حملة توسيع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، قاسم سليماني، خسر خلال الأشهر الأخيرة كثيراً من أرصدته في طهران، ولم يعد يحظى بالدعم الذي كانت تحظى به عملياته في كل من سورية، واليمن، والعراق، ولبنان، إلاّ إننا تلقينا هذا الأسبوع، عبر الكشف عن قضية الوزير السابق غونين سيغف المتهم بالتجسس لمصلحة إيران، تذكيراً قوياً بأن جهاز الاستخبارات الإيراني لا يقف مكتوف اليدين. صحيح أن سيغف يعتبر هاوياً، لكن مجرد النجاح في تجنيد وزير سابق يُعتبر إنجازاً مهماً للاستخبارات الإيرانية لا يجوز الاستهتار به بأي حال من الأحوال.
•في هذا الشأن يجدر أن نشير إلى أن المؤشرات المتعلقة بالشبهات التي حامت حول سيغف بدأت ترد منذ أكثر من سنة. ويمكن الافتراض أن جهاز الموساد الإسرائيلي قام منذ ذلك الوقت بتعقب تحركات سيغف، وعندما نضج الملف تم اعتقاله حين كان يحاول السفر [من نيجيريا] إلى غينيا الاستوائية، وتمت مواجهته بالشبهات الحائمة حوله والتي اعترف بها فوراً، حتى قبل إحضاره إلى إسرائيل. ونحن الآن بانتظار نشر التفاصيل الكاملة لقصة جلبه من غينيا الاستوائية إلى السجن في إسرائيل.