إخراج الإيرانيين: مصلحة للأسد وروسيا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•نية إيران واضحة: إبقاء القوات الإيرانية والشيعية التي هي بقيادتها إلى أمد بعيد في سورية، من أجل تعزيز نفوذها في سورية، وفي لبنان والعراق، وخلق تهديد واسع وأكبر كثيراً على إسرائيل من جهة سورية أيضاً. لكن الأمور تعقدت مؤخراً بالنسبة إليها، وطرحت علامة استفهام بشأن مستقبل قواتها في سورية.

•لا تملك طهران رداً على الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سورية: قواعدها وقواتها في سورية مكشوفة أمام الهجمات الإسرائيلية؛ ومستوى سلاح الجو الإيراني أدنى بكثير من مستوى سلاح الجو الإسرائيلي وهو ليس موجوداً على الساحة السورية؛ الدفاع الجوي عن الأهداف الإيرانية ليس كافياً؛ وروسيا لا تدافع عن إيران ضد الهجمات. لقد هددت إيران بردّ مؤلم على الهجمات، لكنها ردت مرتين حتى الآن، من خلال إطلاق طائرة من دون طيار محملة بمواد ناسفة في اتجاه إسرائيل، وإطلاق صواريخ  في اتجاه هضبة الجولان في المواجهة التي نشبت في 10 أيار/مايو، والهجومان فشلا.

•لهذا السبب، نشأ توتر بين إيران وروسيا، في ضوء احتلال روسيا مكان إيران كلاعب خارجي أكثر أهمية في سورية. ويشك الإيرانيون في أن روسيا تسعى لقيادة الحصول على مساعدة اقتصادية لنظام الأسد من أجل إعادة إعمار سورية، على حسابهم. وأيضاً فإن العلاقة المستمرة بين روسيا وإسرائيل على أعلى المستويات، والتي يحتل فيها موضوع القوات الأجنبية في سورية، مكاناً مركزياً تقلق إيران. 

•ويظهر التوتر بين روسيا وإيران أيضاً في موضوع القوات الإيرانية/الشيعية في سورية. إذ تسعى روسيا علناً لتقليص دور إيران وأذرعتها في سورية، لأن مطامع إيران وتحركاتها في الجبهة السورية تورط أيضاً الجيش السوري، وتجعل من الصعب التوصل إلى تسوية في سورية، ويمكن أن تعرّض نظام الأسد للخطر. لذا قررت شخصيات روسية أنه يتوجب خروج جميع القوات الأجنبية، بمن فيها القوات الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله من سورية، وأن يبقى الجيش السوري وحده في جنوب سورية، بالقرب من الحدود مع إسرائيل والأردن. وقد ردت مصادر إيرانية بالقول إن القوات الإيرانية في سورية ليست موقتة وستبقى أيضاً بالقرب من حدودها الجنوبية.

•من المحتمل أيضاً أن ينضم نظام الأسد إلى الضغط، ففي تقديره أن المساعدة المهمة التي حصل عليها من إيران من أجل تحقيق الاستقرار لنظامه تشارف على استنفاد فائدتها، بعد استقرار النظام وضعف أعدائه. ومن هنا فإن استمرار وجود قوات إيرانية وشيعية في سورية معناه هجمات إسرائيلية إضافية ضد أهداف سورية. 

•من المحتمل  أيضاً أنه، في تقدير النظام السوري، تحوّل وجود هذه القوات في سورية حالياً من رصيد إلى عبء، وأن احتمالات توسُّع المواجهة مع إسرائيل ستعرّض مستقبله للخطر. انطلاقاً من هذا الاعتبار من المحتمل أن يقدّر النظام  أنه من الأفضل له التخلص من تبعيته لقوات أجنبية وبناء استقراره بواسطة قواه الذاتية ومساعدة اقتصادية، في الوقت الذي تبعث فيه إسرائيل برسالة تعرب فيها عن استعدادها لقبول بقاء حكم الأسد إذا أخرج القوات التي ترتبط بإيران من سورية.

•يضاف إلى الضغط على إيران بشأن تدخلها في سورية وجهة نظر داخلية. إذ إن هذا التدخل لا يحظى بتأييد الجميع في إيران وهو على ما يبدو ثمرة مبادرة الحرس الثوري وفيلق القدس وجهات متشددة أُخرى. الجهات الأكثر اعتدالاً في إيران تتحفظ على تدخّل هذه الجهات في سورية، سواء بسبب الخسائر التي تكبدتها قواتها، أو التكلفة المالية الباهظة التي تكبدتها الميزانية الإيرانية. وقد برز هذا التحفظ في التظاهرات الأخيرة في إيران، والتي طالبت فيها الجماهير بوقف الإنفاق الكبير لإيران في سورية وفي دول أُخرى وتحويلها من أجل الشعب الإيراني.

•معنى هذا إذا توصل نظام الأسد وروسيا إلى تفاهم أن من ناحيتهما من الأفضل لهما إبعاد القوات التي تسيطر عليها إيران عن الحدود مع إسرائيل، وستضطر إيران إلى تنفيذ ذلك على الرغم من نيتها العلنية البقاء في هذه المنطقة.  

•مع ذلك، من المعقول الافتراض أنه لن يُطلب من إيران في هذه المرحلة إخراج كل قواتها من أراضي سورية، وأن نظام الأسد سيكتفي بإبعادها عن الحدود مع إسرائيل، بصورة تقلص مخاطر نشوب مواجهة بين إسرائيل وإيران. ومع ذلك ليس واضحاً كيف سيكون مستقبل منشآت صنع سلاح نوعي وتركيب الرؤوس الحربية الدقيقة التي صنعتها إيران في سورية من أجل حزب الله، وإلى أي حد ستنجح إيران في إيجاد سبل للالتفاف على الضغط من أجل إجلاء قواتها.