قطاع غزة، ليس قضية خسارة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•جولة العنف الأخيرة في قطاع غزة كانت قصيرة وغير فتاكة؛ ومن حسن الحظ أن لروضة الأطفال دوراً في ذلك (المقصود سقوط صاروخ قبل وصول الأطفال إلى الروضة). خطوة صغيرة كانت تفصل بين يوم المواجهة المحدودة وبين اشتباك جبهوي قاتل. والحقيقة أن أياً من الطرفين لم ينتصر، وأن أياً من الطرفين لم "يلقن" الآخر درساً ولم يردعه.

•عندما كتب زئيف جابوتنسكي في سنة 1923 أحد  أهم مقالاته، "الجدار الحديدي"، لم يكن يقصد أن يقام هذا الجدار في كل مرة من جديد. لقد أقمنا جدارنا الحديدي في سنة 1948، وعندما اعتبرنا أن ذلك لم يكن  كافياً أقمناه من جديد في سنة 1967. ليس هناك حاجة كي نثبت لـ"حماس" أو لحركة "الجهاد الإسلامي" أن سلاحنا الجوي قادر على أن يعمل بفعالية أكبر من الطائرات الورقية من غزة. ولهذا السبب تحديداً هم يستخدمون الطائرات الورقية، ولهذا يضحّون بأولادهم في تواريخ الذكرى لديهم. إذا لم تبادر إسرائيل إلى عمل ما، فإن الجولة المقبلة ستحدث في وقت قريب، خلال أسابيع، أو أشهر، أو سنة. ومرة أخرى ستدخل بلدات غلاف غزة في حالة من القلق والرعب.

•لقد كان من الأسهل اقتراح حل سياسي يكون قطاع غزة جزءاً منه، لكن رئيس الحكومة ورئيس الليكود آنذاك أريئيل شارون، رفض التحدث مع الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس، وخروجه من طرف واحد من قطاع غزة في سنة 2005 من دون اتفاق، وموافقته على مشاركة حركة "حماس" في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، على الرغم من تحريضها على الإرهاب، ساعد "حماس" على السيطرة على قطاع غزة وجعل من الصعب تحقيق أي اتفاق سياسي.

•ما يمكن أن نفعله اليوم هو محاولة التوصل إلى اتفاق سلام مع منظمة التحرير الفلسطينية، يجري تطبيقه في المرحلة الأولى في الضفة الغربية فقط، ومحاولة التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع "حماس" بواسطة مصر. ومن المعقول الافتراض أن السلطة الفلسطينية لن توافق على تحمل المسؤولية عن القطاع ما دامت "حماس" لم تتنازل عن سيطرتها العملية على غزة، وأن "حماس" ستواصل معارضتها الاعتراف بإسرائيل وإقامة تفاهمات علنية معها.

•من المحتمل أيضاً ألاّ يجري التوصل إلى هدنة مع "حماس" بسبب المطالب غير المعقولة التي ستطرحها، لكن إذا كان هناك إمكان للتوصل إلى نوع من "هدنة" ولم تحترمها "حماس" وعادت إلى العنف قبل نهاية الفترة المتفق عليها مسبقاً، فإن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى التحرك ضدها، كما فعل في السنوات الأخيرة.

•أستطيع القول إن محمود عباس لن يحب أي اتفاق بين إسرائيل و"حماس"؛ لكن المصلحة الإسرائيلية تقضي بالتوصل إلى حل للوضع في القطاع، وإذا كانت منظمة التحرير غير مؤهلة لضمان ذلك، فإن هذا سيكون من مهام إسرائيل. وقف إطلاق النار سيتيح القيام بمبادرات إيجابية في غزة ويؤمن تزوداً منتظماً بالمياه والطاقة، وتأمين العمل للعديد من الشباب وإعادة بناء ما جرى تدميره.

•إذا جرى هذا فعلاً من المعقول التفكير في أن "حماس" ستعزو الفضل في تحسين الوضع لنفسها، لكن هذا ثمن يجب أن نفهم  أنه لا يمكن رفضه. غزة مستقرة ومزدهرة هي مصلحتنا أيضاً.