إيران تؤجج ومصر تهدّىء: المعادلة الجديدة في غزة
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

المؤلف

•تستطيع التنظيمات الفلسطينية أن تسجل لنفسها انتصاراً في جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة. والمقصود انتصار معنوي في إمكان حركة الجهاد الإسلامي أن تتباهى في نهايته بأنها أطلقت نحو 200 قذيفة وصاروخ. لقد كان الهدف الأول للحركة هو الرد على الخسائر الجسيمة التي تكبدتها مؤخراً على يد الجيش الإسرائيلي. والمقصود أكثر من 10 ناشطين صفّتهم إسرائيل مؤخراً بالإضافة إلى ثلاثة قُتلوا خلال الهجوم الذي استهدف موقعاً للمراقبة تابعاً للحركة في الأسبوع الماضي. علاوة على ذلك، بعثت حركة الجهاد الإسلامي رسالة إلى مموليها في طهران مفادها أن توظيفهم المالي لم يذهب هباء.

•حركة "حماس" التي قفز زعماؤها إلى العربة في وقت متأخر، بعد النجاحات التي حققتها حركة الجهاد الإسلامي وردّ إسرائيل المدروس، من جهتها نجحت في نهاية الأمر في تقديم صورة انتصار جاء على صورة مؤتمر صحافي أعلنت فيه مسؤولية مشتركة عن إطلاق النار على إسرائيل، وفي وقت لاحق، أعلنت اتفاق تهدئة جرى التوصل إليه بوساطة مصرية. واحتفالات النصر في غزة التي ظهرت بصورة أساسية في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تشجع "حماس" التي لا يؤذيها تأييد الشارع في غزة. الجمهور الغزاوي الصامت الذي تهمه في الأساس الأوضاع المعيشية في القطاع، ربما لا يشارك في هذا الاحتفال، لكن كما قلنا يبقى صامتاً.

•مرة أُخرى أثبتت مصر لإسرائيل وللولايات المتحدة وللعالم أنها قادرة على التأثير في التنظيمات الفلسطينية في غزة والمحافظة على الهدوء. فالاتصالات التي أجرتها مع إسرائيل و"حماس" وحركة الجهاد الإسلامي في آن معاً، انتهت باتفاق يستند إلى التفاهمات التي جرى التوصل إليها في سنة 2014، والتي أنهت عملية "الجرف الصامد". وبصورة عامة، تموضعت مصر مرة أُخرى كمحور مركزي من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.

•في تحليل أولي وتبسيطي خرجت إسرائيل من الجولة الأخيرة في غزة خاسرة. لقد هاجمت عشرات الأهداف التابعة لـ"حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، لكن هذه الأهداف كانت خالية من الناس، وليس من الواضح إذا كانت تشكل رصيداً استراتيجياً للتنظيمات، كما يصورها الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. وإذا خطونا خطوة إلى الوراء، ونظرنا إلى المصالح الإسرائيلية الإقليمية على مستوى أعلى، من المحتمل أن التدهور نحو التصعيد في قطاع غزة وتوحّل متواصل في القتال ضد "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، يخدم تحديداً العدو الأكبر والمركزي لإسرائيل ، إيران.

 

•يدير رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عملية تغيير الاتفاق النووي مع إيران وكبح توسُّع نشاط طهران في منطقة الشرق الأوسط. ومن المعقول الافتراض أن عملية كبيرة في قطاع غزة كانت ستؤدي إلى تأجيل اللقاءات المخطط لها من أجل الدفع قدماً بهذه العملية، وستمنح الإيرانيين وقتاً لمواصلة تمركزهم في سورية. وهكذا، في نهاية جولة أُخرى، من المحتمل أن تكون التنظيمات الإرهابية قد سجلت انتصاراً وربحت معركة، لكنها لم تربح الحرب الشاملة.