المعركة التي تقترب من درعا: اختبار للتفاهمات الإسرائيلية - الروسية؟
المصدر
دافار ريشون

•حتى الآن كان في استطاعة إسرائيل مراقبة ما يحدث في سورية من دون الحاجة إلى التدخل فعلاً باستثناء الخطوط الحمراء المعروفة ضد انتقال سلاح خطر إلى لبنان. لكن بعد ضعف تنظيم داعش (الذي هو في رأيي موقت سيعود داعش بصورة أُخرى) غيرت إسرائيل توجهها، وهي تعمل حالياً على إحباط  جهود إيران في التمركز في سورية، وسنواجه في وقت قريب اختباراً إضافياَ يمكن أن يؤدي إلى مفاقمة التدخل الإسرائيلي، والمقصود هو ما يحدث في جنوبي الجولان، وفي حوران، ومنطقة درعا، حيث بدأت، عملياً، الثورة السورية.

•بعد نجاح الأسد، بمساعدة روسيا وإيران، في استعادة سيطرته على منطقة دمشق، يريد الآن النزول جنوباً و"تحرير" درعا. وتوجد هنا عدة مشكلات. الأولى، لقد أصبحت منطقة درعا قريبة من إسرائيل، وأغلبية الذين يعالَجون في المستشفيات الإسرائيلية هم من هذه المنطقة. وبالنسبة إلى إسرائيل هذا اختبار لصدقيتها إزاء السوريين.

•ثانياً، روسيا التي تُنسق علناً مع إسرائيل تؤيد نشر سلطة الأسد على جميع أنحاء الدولة، وقد يبدو  الوضع في درعا كاختبار لعلاقة إسرائيل بروسيا.

•تتفق روسيا مع إسرائيل على أن إيران عنصر مزعج. وبينما تريد روسيا استقرار الوضع في سورية، تعمل إيران على تحويل سورية إلى جزء مهم من الهلال الشيعي، ومصدر لعدم الاستقرار في المنطقة كلها بخلاف الاستقرار الذي تريد روسيا تعزيزه، لكن بين إسرائيل وروسيا توجد مشكلة الأسد، إذا لم تدخل إيران إلى درعا فإن جيش الأسد هو الذي سيدخل، وإسرائيل ليست مستعدة لذلك.

•لقد كان الأردن شريكاً لإسرائيل في التفاهمات بشأن درعا، لكن بعد إدخال روسيا والولايات المتحدة المنطقة في وضع "خفض التوتر" وافق الأردن على الترتيبات بينما تحفظت إسرائيل.

•على ما يبدو، اتفاق "خفض التوتر" يضمن عدم توجّه جيش الأسد نحو الجنوب، لكن لا تراهنوا على ذلك، ففي سورية ليس من المعتاد احترام التعهدات. 

•يجب أيضاً الانتباه إلى الفوارق في الأسلوب بين روسيا وإسرائيل. فبينما تقول إسرائيل إن روسيا ملزمة بإخراج إيران من سورية، تقول روسيا إنه يجب خروج "جميع القوات الأجنبية"، أي إسرائيل أيضاً. لن نفاجأ في المراحل المقبلة التي تريد فيها روسيا "تقوية" الأسد بأن تعود إلى مطالبة إسرائيل بالانسحاب من الجولان، ولكن هذه مشكلة يمكن التعامل معها في حينها.