إصابة 5 إسرائيليين بينهم 3 جنود بشظايا القذائف التي أطلقتها حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي من قطاع غزة طوال يوم أمس
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أُصيب 5 إسرائيليين، بينهم 3 جنود، بشظايا القذائف الصاروخية التي أُطلقت منذ صباح أمس (الثلاثاء) على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وردّ الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية باستهداف أكثر من 35 هدفاً آخر لحركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في القطاع، واعتبرت إسرائيل هذه التطورات أنها الأكثر تصعيداً منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد" التي شنها الجيش الإسرائيلي في القطاع في صيف سنة 2014.

وأُعلن مساء أمس أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً تشاورياً مع كبار المسؤولين الأمنيين بغية تقويم الأوضاع في محيط قطاع غزة. 

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس إن إسرائيل لا تسعى لتصعيد الأوضاع في المنطقة الجنوبية، لكنه في الوقت عينه أكد أن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على كل عملية لإطلاق النار تنطلق من قطاع غزة ويقوم بجباية الثمن من المسؤولين عنها.

وقال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي إن بين الأهداف المستهدفة في القطاع أمس، مخازن لطائرات مسيّرة مخصصة لنشاطات إرهابية، ومخرطة لإنتاج قذائف صاروخية، ومحركات قذائف، ووسائل قتالية بحرية متقدمة، ومواقع عسكرية، ومعسكرات تدريب، ومواقع لإنتاج وسائل قتالية.

وأضاف البيان أن نفقاً امتد مسافة 900 متر داخل الأراضي الإسرائيلية كان بين هذه الأهداف أيضاً. وذكر أن النفق يبدأ من رفح عند منطقة الحدود بين شبه جزيرة سيناء وغزة، وينتهي في الأراضي الإسرائيلية في الطرف الآخر من السياج الأمني.

وأشار البيان إلى أن النفق حُفر بمحاذاة معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم] وهو ثاني نفق يتم تدميره في منطقة المعبر والعاشر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2017.

وذكر البيان أنه تم أمس إطلاق أكثر من 100 قذيفة صاروخية بينها قذائف إيرانية الصنع، وأشار إلى أن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت عدداً كبيراً منها. وحمّل البيان حركة "حماس" كامل المسؤولية عن هذا التصعيد وأي تصعيد عسكري يلحقه، وأكد أن الجيش على أتم الاستعداد لمواجهة سيناريوهات متنوعة ومصمم على التحرك ضد العناصر الإرهابية، وسيواصل حماية سكان إسرائيل.

ونفى مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، الليلة الماضية، نبأ التوصل إلى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. 

وتبنى كلٌّ من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان صادر عنهما مساء أمس، المسؤولية المشتركة عن قصف المواقع والمستوطنات الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية.

وقال البيان إن القصف جاء رداً على العدوان الإسرائيلي وجرائمه. وأشار الى أن كل الخيارات ستكون مفتوحة لدى المقاومة، فالقصف سيقابَل بالقصف والدم بالدم.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة إنه منذ صباح أمس سُمع دوي صافرات الإنذار في إسرائيل 50 مرّة، بينما تم إطلاق عشرات القذائف من غزة في اتجاه إسرائيل.

وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جلسة نهارية لتقويم التطورات الأمنية على الحدود مع غزة. 

وأعلن نتنياهو أن إسرائيل سترد بقوة كبيرة على القذائف التي تُطلق من قطاع غزة. 

وأضاف نتنياهو، في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر الجليل الذي عُقد في معالوت [شمال إسرائيل] أمس، أن إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى الهجمات التي شنتها حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي عليها من قطاع غزة، وأكد أن الجيش سيرد عليها بقوة كبيرة، وأن كل من يحاول الاعتداء سيدفع ثمناً باهظاً.

ووفقاً لما أكدته مصادر في قيادة الجيش الإسرائيلي، بدأ يوم أمس بإطلاق وابل من 27 قذيفة هاون من غزة في اتجاه المستوطنات الواقعة جنوب إسرائيل. وسقطت إحدى القذائف بالقرب من روضة أطفال. 

وقالت هذه المصادر إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن منظمة الجهاد الإسلامي أطلقت القذائف رداً على قتل ثلاثة من عناصرها في القصف الإسرائيلي قبل عدة أيام. 

وجاء إطلاق هذه القذائف بعد أقل من 12 ساعة من قيام فلسطينيين في غزة بإطلاق النار من رشاشات على مستوطنة سديروت، وهو ما تسبب بإصابة عدة مبان بأضرار، بالإضافة الى إصابة سيارة واحدة على الأقل. وهذا هو ثاني هجوم بالرشاشات ضد سديروت خلال أقل من أسبوعين. وفي يوم 16 أيار/ مايو الحالي أصابت رصاصات عدة منازل في المستوطنة، لكن لم تنطلق صافرات الإنذار حينها.

وشهدت منطقة الحدود مع القطاع تصعيداً في الاشتباكات خلال الأيام الأخيرة. وخلافاً لجولات المواجهة السابقة، تجنبت المجموعات المسلحة في غزة إطلاق الصواريخ، وبدلاً من ذلك قامت باستخدام أسلحة نارية صغيرة ضد الجنود، وزرع قنابل، وإطلاق طائرات ورقية مشتعلة، ومحاولات تسلل عبر الحدود للقيام بأعمال مسلحة صغيرة.

كما أنه منذ يوم 30 آذار/ مارس الفائت شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تظاهرات "مسيرة العودة" الأسبوعية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وتدّعي إسرائيل أن حركة "حماس" تقوم بتنظيمها واستخدامها كغطاء لتنفيذ هجمات ومحاولة اختراق السياج الحدودي. ووصلت التظاهرات إلى ذروتها يوم 14 أيار/ مايو الحالي، عندما افتتحت الولايات المتحدة سفارتها في القدس، وقُتل خلالها أكثر من 60 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي.