عودة والعرب هما ضحيتا الدولة وليس العكس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•"كل يوم أيمن عودة ورفاقه يتجولون بحرية ويشتمون الشرطة هو فشل لسلطات فرض النظام. إن مكان هؤلاء المخربين ليس الكنيست بل السجن"، هذا ما قاله وزير الدفاع في دولة إسرائيل أفيغدور ليبرمان عن رئيس القائمة المشتركة، وعن الكتلة الثالثة من حيث الحجم في الكنيست. وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان الذي لم يتردد في الماضي في الإسراع إلى التأكيد بأن يعقوب أبو القيعان، الذي قتلته الشرطة في أم الحيران، كان مخرباً، سارع إلى الانضمام إلى الجوقة وأعلن أنه سيطلب من المستشار القانوني للحكومة البدء بالتحقيق ضد عوده، لشتمه شرطياً في المستشفى الذي كان يعالَج فيه مدير مركز مساواة جعفر فرح.

•ليبرمان، الذي استمرار حياته العامة هو الفشل الحقيقي لسلطة تطبيق القانون، وإردان الذي تضررت مكانته وسط اليمين بسبب عدم تعبيره عن الدعم الكافي لرئيس الحكومة خلال التحقيق معه، يعكسان خطورة الوضع في إسرائيل التي تسير بثقة نحو مستقبل يهودي- قومي. يعلم هذان الزعيمان أنه في إسرائيل 2018 الطريق الأسهل والمضمون أكثر من أجل تعبئة تأييد شعبي هو التحريض العنصري، الذي لا مكان له في دولة ديمقراطية. لذا هما يختاران الرد على تظاهرة صغيرة لمواطنين عرب احتجوا على القتل في غزة.

•لقد تعلم إردان وليبرمان درساً خطراً من زعيمهما. إن أحد أكبر نجاحات بنيامين نتنياهو هو اقناعه أغلبية الجمهور اليهودي، بأن المواطنين العرب في إسرائيل ، نحو 20% من السكان، هم طابور خامس، وأنه في جميع الأحوال ممنوع على العرب التعبير عن أي تضامن مع إخوتهم الفلسطينيين، أو توجيه النقد إلى الحكومة.

•تكرار الادعاءات ضد أعضاء القائمة المشتركة، بأن عليهم حصر اهتمامهم فقط بمشكلات مدنية مثل "بنى تحتية وتعليم"، هو قمع سياسي وعنصرية فظة تحت غطاء من العقلانية. أي مواطن في دولة ديمقراطية من حقه ويجب عليه الاهتمام بهويته القومية ومسموح له بتوجيه النقد إلى السلطة والتظاهر ضدها. ومن واجب دولة إسرائيل إيجاد السبل لاحتواء العلاقة المعقدة للعرب في إسرائيل بالدولة. كما عليها أن تظهر حساسية وخصوصاً في أوقات احتدام الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

•إن الادعاءات إزاء تصرّف عودة الذي احتُجز في المستشفى في أثناء زيارته لفرح الذي أصيب في التظاهرة تدخل في الفئة عينها من العنصرية وتشويه الحقيقة. فالواقع الذي تقمع فيه الشرطة  بوحشية تظاهرة أقلية، ويجري الانقضاض على شتائم أطلقها عودة، يخلق مساواة مزيفة في معادلة العنف. عودة والعرب هما ضحيتا الدولة وليس العكس.

•كل مواطن يريد العيش في دولة ديمقراطية يجب عليه أن يكون منزعجاً من العلاقة المهينة والعنصرية والتحريضية للزعامة في إسرائيل إزاء العرب.