قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن المشاهد الفظيعة للأطفال السوريين، الذين راحوا ضحية مجزرة الأسلحة الكيميائية في دوما، تثبت مجدداً العبرة المستخلصة من الهولوكوست، وهي ضرورة التصدي للشر والعدوان.
وأضاف نتنياهو، في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست أقيمت في القدس مساء أمس (الأربعاء)، أنه ينصح إيران بعدم اختبار صرامة إسرائيل. وخاطب الشعب الإيراني قائلاً: "إن إسرائيل ليست عدوتكم، بل نظام الاستبداد الذي يضطهدكم، وبعد أن يختفي من العالم وسيختفي، يستطيع شعبانا العريقان اليهودي والفارسي العيش بتعاون وأخوة مرة أُخرى".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه سيستمر في وضع قواته في حالة تأهب قصوى، جرّاء تصاعد حدة التوتر في منطقة الحدود الشمالية [مع سورية] بعد تهديد إيران بالانتقام من غارة على قاعدة "تي فور" الجوية السورية نُسبت إلى إسرائيل، وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً، بينهم 7 عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وفي مقدمهم ضابط كبير هو العقيد مهدي دهقان، الذي خدم في إحدى وحدات الطائرات المسيّرة.
وقال كل من روسيا وسورية وإيران والولايات المتحدة إن إسرائيل هي التي قامت بتنفيذ الغارة على وسط سورية. ورفض المسؤولون الإسرائيليون الإدلاء بأي تعليق على هذا الشأن.
وهدّد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أول أمس (الثلاثاء)، إسرائيل. وقال خلال زيارة إلى سورية إن الجرائم التي ترتكبها لن تبقى من دون رد.
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أمس اجتماعاً خاصاً لمناقشة التوتر في الجبهة الشمالية على خلفية الغارة على قاعدة "تي فور" التي نُسبت إلى إسرائيل، وتهديدات إيران بالرد، واحتمال توجيه دول من الغرب ضربة عسكرية إلى سورية.
وفي وقت سابق دعا رئيس الحكومة الوزراء إلى الامتناع من إطلاق أي تصريحات في المجال الأمني بسبب حساسية الوضع.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الإسرائيلية، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس، إلى الإحجام عن أي عمل يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن نتنياهو هو الذي بادر إلى الاتصال. وأضافت أن نتنياهو أوضح لبوتين أن إسرائيل لن تسمح بتموضع إيران عسكرياً في سورية.
وشدد الكرملين في بيان له على أهمية احترام سيادة سورية. وأضاف أن الجانبين بحثا الضربات الأخيرة التي شنها الطيران الإسرائيلي على قاعدة "تي فور" الجوية السورية. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين قصفتا هذه القاعدة في محافظة حمص بـ 8 صواريخ موجهة.
على صعيد آخر أفادت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن طائرات مقاتلة في قاعدة شمال شرقي فرنسا وُضعت في حالة تأهب بانتظار قرار سياسي بشأن توجيه ضربة إلى أهداف في سورية، رداً على الهجوم الكيميائي في دوما.
وحذرت لجنة الدفاع والأمن في المجلس الاتحادي الروسي من أن موسكو سترد فوراً على أي ضربة أميركية قد تُعرض جنوداً روسيين في سورية للأذى. وأضافت أن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس تتمتعان بأنظمة حماية عالية الكفاءة.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لروسيا أن القصف الصاروخي الأميركي لسورية قادم لا محالة، وأشار إلى أن هذه الصواريخ ستكون جميلة وجديدة وذكية.
وأضاف ترامب، في تغريدة نشرها في صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس، أنه لا ينبغي للروس أن يكونوا شركاء لوحش يقتل أبناء شعبه بالغازات السامة ويتلذذ بذلك.