•يمكن إنتاج سلاح نووي بواسطة طريقتين: الأولى بواسطة اليورانيوم المخصب، والذين يختارون هذه الطريقة بحاجة إلى منشأة للتخصيب، وكميات كبيرة من أجهزة الطرد المركزي التي تفصل النوع الخاص من اليورانيوم المطلوب عن اليوارنيوم الطبيعي. وهذه هي الطريقة التي تستخدمها إيران. الطريقة الثانية هي من البلوتونيوم، ومن أجل هذه الغاية يجب بناء مفاعل نووي، يتم فيه فصل البلوتونيوم الذي سيستخدم في القنبلة عن المواد المشعّة. وقد قرر الأسد استخدام طريقة البلوتونيوم، ولهذا بنى مفاعلاً.
•في مثل هذا الوضع هناك ثلاث مراحل حساسة: المرحلة الأولى تحديد التهديد، الذي يجري كله في أجهزة الاستخبارات، مثل البحث وجمع المعلومات، وفي النهاية التوصل إلى خلاصة تؤكد وجود مفاعل نووي في سورية وتحدد مكانه. المرحلة الثانية اتخاذ القرار والرد، بعد نقل النتائج إلى متخذي القرارات. ثم تأتي مرحلة تنفيذ القرار، وفي أغلب الحالات الجيش الإسرائيلي يقوم بذلك بواسطة سلاح الجو.
•بأثر رجعي من الصواب أن نرى كيف جرت العملية بنجاح وكيف ساعد الحظ إسرائيل، كي لا نكون بحاجة إليه في المرة المقبلة. يبدو أن المشكلة الأساسية كانت في كشف التهديد. الاستخبارات مع أنها كانت من الذين شككوا في وجود جهد سوري نووي، إلاّ إنها كشفت وجود المفاعل في الدقيقة الأخيرة فعلاً. وهذا وضع يجب ألاّ نصل إليه فيما يتعلق بدولة هي في مركز الجهد الاستخباراتي. إن الدرس الأساسي هو ضرورة أن نكون ميالين إلى الشك، وأن نعرف أن عدم وجود معلومات ليس دليلاً على أن هذا الشيء غير موجود. هناك دائماً نقص في المعلومات ويجب أن نواصل البحث على الدوام. إن شبكة التوازنات بين تأييد ما هو معروف وبين تخصيص الموارد للكشف عمّا هو غير معروف صعبة وشديدة التعقيد. من السهل أن ننتقد لاحقاً لكن الأصعب أن نقرر في الزمن الحقيقي، لأن الموارد دائماً محدودة. ويبدو أن الخطوات التي قام بها متخذو القرارات، وعلى رأسهم رئيس الحكومة إيهود أولمرت كانت صحيحة وعميقة، بما فيها قرار المحافظة على الصمت بعد الحادثة للتسهيل على الأسد أن يقرر عدم الرد.
•العملية التي قام بها سلاح الجو كانت هي أيضاَ ناجحة نجاحاً مطلقاً. لكن من أجل المحافظة على التناسب يجب التذكير أنه بسبب مكان وجود المفاعل والمسافة، فإن الهجوم كان أسهل بما لا يقاس من الهجوم على المفاعل الذي كان موجوداً بالقرب من بغداد وأقل تعقيداً بكثير، وهو أقل خطورة من الهجوم على إيران إذا احتجنا إلى ذلك.