باردو: المعلومات التي كشفها عملاء الموساد في منتصف 2006 صححت فشلاً استخباراتياً مدوياً فيما يتعلق بالمفاعل النووي في سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكد رئيس جهاز الموساد السابق تامير باردو أن عملاء الموساد هم الذين كانوا مسؤولين عن كشف المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى القيام بعملية تدمير المفاعل النووي السوري سنة 2007.

وقال باردو، خلال مؤتمر عُقد في كلية نتانيا [وسط إسرائيل] أمس (الأربعاء) إحياء لذكرى سلفه في رئاسة الموساد مئير داغان الذي توفي سنة 2016، إن فريقاً من عملاء الجهاز نجح في جلب المعلومات بالطريقة التي يعرفها، وأكد أنه عدا ذلك لن يخوض في التفاصيل.

وأضاف باردو أن المعلومات التي كشفها عملاء الموساد في منتصف سنة 2006 صححت فشلاً استخباراتياً مدوياً، في إشارة إلى السنوات التي انقضت قبل أن تعرف إسرائيل بوجود المفاعل بصورة قاطعة. وقال إنه لحسن الحظ نجحت هذه المجموعة من العملاء في جلب تلك المعلومات، وشدد على أنه بفضل هذه المعلومات فقط تمكنت دولة إسرائيل من اكتساب المعلومات التي سمحت لها بتنفيذ الهجوم، ومن اكتساب المعرفة بوجود مفاعل نووي في سورية أصلاً.

وكان باردو يشير إلى معلومات استخباراتية حصل عليها عملاء الموساد وهي مجموعة من الصور تم التقاطها من داخل المفاعل النووي، الذي كان موقعه في منطقة دير الزور شمال شرقي سورية. وأكدت الصور شكوك إسرائيل في أن سورية تقوم ببناء مفاعل لتخصيب البلوتونيوم لصناعة أسلحة نووية. وحتى هذه المرحلة كانت لدى إسرائيل شكوك بشأن وجود المفاعل، لكنها لم تكن تملك أدلة قاطعة. وهذه المعلومات هي التي قادت إسرائيل إلى تنفيذ غارة جوية ضد الموقع في الليلة الواقعة بين 5 و6 أيلول/ سبتمبر 2007.

من ناحية أُخرى انتقد باردو، الذي كان مطّلعاً على المعلومات حينذاك وشغل بعد ذلك منصب رئيس الموساد، القرار بإنهاء التعتيم الإعلامي على هذا الحدث. وقال إنه ليس متأكداً من أنه كان من الصواب نشر المعلومات بشأن هذه العملية الآن.

وأشاد رئيس الموساد السابق بأداء رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت، ووزير الدفاع السابق إيهود براك، في أثناء العملية. وقال إن أولمرت أنجز المهمة في الوقت المناسب، وإن براك قام بعمل ممتاز. لكنه انتقدهما لتحويلهما قصة النجاح إلى حرب كبرياء، إذ حاول كل واحد منهما أن يستأثر لنفسه بفضل أخذ القرار بشأن تنفيذ الهجوم وأن يقلّل من أفعال الآخر. كما أشاد بأداء الجنرال احتياط غابي أشكنازي الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة في ذلك الوقت. 

وسارع اللواء احتياط عاموس يادلين، الذي شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] وقت تنفيذ الهجوم، إلى تفنيد أقوال باردو وأكد أن شعبة "أمان" كانت تمتلك معلومات استخباراتية موثوقة وهي التي أدت إلى اتخاذ القرار بتدمير المفاعل النووي السوري.

وتعقيباً على ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنه يأسف للموافقة على نشر معلومات بشأن قصف إسرائيل المفاعل النووي السوري، بينما يتشاجر مسؤولون سابقون بشأن مَن المسؤول عن نجاح المهمة.

وقال ليبرمان، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس من أفريقيا حيث يقوم بزيارة تستمر 3 أيام، إن الخلاف العلني الذي اندلع بين القادة السياسيين والاستخباراتيين الإسرائيليين وموجة تبادل الاتهامات جعلاه يندم على موافقته للرقابة العسكرية على نشر تفاصيل العملية.

وأشار ليبرمان إلى أنه باستعجال هؤلاء المسؤولين الحديث عن تلك العملية يتم كشف معلومات تتعلق بعمل الاستخبارات قد تتسبب بأذى مستقبلي لأمن اسرائيل. وأشار إلى أنه عند عودته إلى إسرائيل غداً (الجمعة) ينوي إعادة فحص سياسات الرقابة بشأن كتب من تأليف مسؤولين رفيعين سابقين. وأُعلن في الأيام الأخيرة أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت، الذي صادق على تدمير المفاعل النووي السوري سنة 2007، على وشك إصدار سيرة ذاتية تتطرق إلى العملية.

ورفض ليبرمان، الذي شغل في حينه منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، ادّعاء وزير الدفاع السابق إيهود براك الذي قال إن الأجواء في المجلس الوزاري الإسرائيلي المقلص للشؤون السياسية - الأمنية عند اتخاذ قرار قصف المفاعل كانت هستيرية، وقال إن الأجواء في هذا المجلس الوزاري كانت جدية ومسؤولة.